أول من أسلم من الصبيان
يعتبَر سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أول من أسلم من الصبيان، حيث ضمه سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- إلى أهل بيته ليتربى في كنفه وكنف زوجته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، كان عم الرسول أبي طالب رجلاً كهلاً فقيراً كثير الأولاد، ولم يقدر على توفير الغذاء والملبس لهم، فتكفل الرسول -عليه السلام- بعلي تخفيفاً عن عمه ورحمةً بحاله، وقد نشأ -رضي الله عنه- منذ أن كان طفلاً صغيراً في بيت سيدنا محمد -عليه السلام-، وكان أول صبي يعلم ببعثة سيدنا محمد، وأول من يُسلم ويؤمن به رسولاً من الصبيان.
قصة إسلام علي بن أبي طالب
روي أن علي بن أبي طالب قد دخل على سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- وهو يؤم بزوجته خديجة -رضي الله عنها- للصلاة، فاستغرب علي من تصرف ابن عمه وزوجته وسألهما عما يفعلان، فأخبره رسول الله بأن الله تعالى اصطفاه ليكون رسول العالمين، وينشر دين الله بين الناس، وهو توحيد الله عز وجل والكفر بالأصنام، كما تمنى من علي أن يؤمن بالإسلام، إلا أن علياً رفض ذلك حتى يشاور أباه أبا طالب في ذلك الأمر، فاستأمنَ رسول الله علياً على كتمان سرّه حتى يأذن الله تعالى له بالإعلان عنه، وقضى علي ليلته في حيرة من أمره عما علم، وفي الصباح الباكر ذهب للالبحث عن النبي -عليه السلام- ليعلن إسلامه أمامه، ويكون أول صبي دخل في الإسلام.
دور علي بن أبي طالب في الهجرة
عندما عزم الرسول -عليه السلام- الهجرة إلى المدينة المنورة، طلب من علي بن أبي طالب المبيت في فراشه لخداع المشركين والكفار بأنه لا يزال في مضجعه، وبقي علي -رضي الله عنه- في فراش الرسول -عليه السلام- ليلة الهجرة، عندما حدثت القصة المعروفة، وهي دخول فتيان قريش والقبائل الأخرى على النبي لقتله، فوجدوا علياً -رضي الله عنه- مكانه، كما استأمن النبي -عليه السلام- علياً لكي يرد الأمانات التي لديه إلى أصحابها، ويسد ديونه بعد هجرته إلى المدينة.
خلافة علي بن أبي طالب
بويع علي بن أبي طالب ليكون الخليفة الرابع والأخير من الخلفاء الراشدين، قام المسلمون بمبايعة علي في الخلافة في المسجد النبوي بعد حادثة موت الخليفة الثالث للمسلمين عثمان بن عفان، وذلك في السنة الخامسة والثلاثين للهجرة، حكم فيها المسلمون بتقوى وخوفٍ من الله عز وجل، واستمر حكمه، إلى أن توفي في السنة الأربعين من الهجرة، بعد اغتياله من قبل عبد الرحمن بن ملجم.