الخلايا الجذعيّة
الخلايا الجذعية هي إحدى الحلول الواعدة التي يقوم الأطباء والباحثون بدراستها يوميّاً من أجل علاج و دواء عددٍ كبيرٍ من الأمراض المستعصية باستخدامها، إذ إنّ الخلايا الجذعية هي الخلايا غير المتخصصة والتي يمكنها التميّز لتكون أي نوعٍ من الخلايا في الجسم، فهي تعتبر الخلايا الجذريّة لجميع خلايا جسم الإنسان، وهي الخلايا التي يتكوّن منها الجنين في مراحله الأولى، فلهذه الخلايا القدرة على الانقسام بشكل مستمر بالإضافة إلى قدرتها على التمايز.
تعتبر الخلايا الجذعية إحدى الاكتشافات الطبيّة التي قد تتسبّب في تغيير الطب بأكمله وطرق ووسائل علاج و دواء الأمراض المختلفة والمستعصية منها على العلماء والأطباء إلى الوقت الحالي، وتقسم الخلايا الجذعية إلى قسمين هما الخلايا الجذعيّة الجنينيّة والخلايا الجذعية البالغة، وتعدّ الخلايا الجنينية ذات القدرة الأكبر على الانقسام والتمايز من الخلايا البالغة وبقدرتها على الانقسام باستمرار، فالخلايا البالغة تعتبر محدودة العمر مقارنةً بالجنينية منها، وتوجد الخلايا الجنينية في الأجنة في مراحلهم المبكرة بينما توجد الخلايا البالغة في الأطفال والبالغين على حدٍ سواء.
قد أباح العلماء المسلمون استخدام الخلايا الجذعية واستخراجها من أجل الأبحاث العلمية والعلاج و دواء في حال كان مصدرها مباحاً، كالبالغين بعد أخذ موافقتهم والأطفال بموافقة أولياء أمورهم ومن دون إلحاق الضرر بهم، والمشيمة والحبل السري والأجنة المسقطة بصورةٍ طبيعيةٍ واللقاح الفائض من أطفال الأنابيب، ويجب الموافقة من قبل الوالدين على أيٍّ من السابقة، كما توجد بعض المصادر المحرمة أيضاً كالاستنساخ أو الأجنة المسقطة عمداً.
أمراض يمكن علاجها بالخلايا الجذعيّة
تشكّل الخلايا الجذعية أملاً واعداً لدى الإطباء في علاج و دواء العديد من الأمراض المختلفة كمرض الباركينسون والزهايمر والذي تجرى الأبحاث على علاجهما باستخدام الخلايا الجذعيّة عن طريق إنتاج خلايا جذعيّة عصبيّة جديدة، وأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق ترميم الندوب التي تحصل في المرضى المصابين بالجلطات في داخل القلب والأوعية الدمويّة، بالإضافة إلى أمراض كالشلل الدماغي والسكري وحتى الأورام السرطانية وخاصةً سرطان الدّم إذ يتم استخلاص الخلايا الجذعية من الدّم ونخاع العظم ومن ثم القضاء على الخلايا السرطانية في الدّم بشكل تام، وإعادة تكوين الدم باستخدام الخلايا الجذعية المستخلصة.
كما أنّ من الأمراض الأخرى التي يتمّ علاجها باستخدام الخلايا الجذعيّة هي فشل نخاع العظم والذي يتمّ علاجه عن طريق زراعة الخلايا الجذعية المطابقة في المريض، بالإضافة إلى مرض السكري والذي تعتبر جميع الأدوية الموجودة حالياً هي أدويةً تؤخذ طوال العمر للسيطرة عليه وليس علاجه بشكلٍ كليّ، فتجرى الأبحاث من عن طريق حقن البنكرياس بالخلايا الجذعية التي تساعد على علاج و دواء المرض، كما أنّه يمكن استخدام الخلايا الجذعية لعلاج و دواء التشوّهات الناتجة عن الحروق حيث تمت زراعة الجلد في أشخاص فقدوا ما يقارب 80% من جلدهم نتيجةً للحروق، فنمت هذه الخلايا في مدّةٍ تقلّ عن ستة أشهر معوضةً عمّا يقارب 95% من هذه الحروق.