الغاية الأساسية من الزواج هي الاستقرار والتفاهم والمودة بين الطرفين، فعندما يفتقد الزواج هذه المقومات، يصبح من الصعب الاستمرار فيه، لأن نشوب الخلافات المستمرة بين الزوجين وعدم القدرة على التفاهم فيما بينهم، وتقريب وجهات النظر والحلول المناسبة لمشاكلهم، تؤدي إلى قلب حياتهم إلى جحيم، ففي هذه الحالة يلجأ الأزواج إلى الحل الوحيد وهو الطلاق، بالرغم من أنه أبغض الحلال عند الله، إلا أنه الحل الوحيد في كثير من الحالات المستعصية.
الطلاق
الطلاق هو عبارة عن انفصال الزوجين عن بعضهما البعض، من خلال القيام ببعض الإجراءات القانونية والشرعية اللازمة لذلك، ويتم الطلاق من خلال إنهاء عقد الزواج بين الطرفين، قيام الزوج بلفظ الطلاق على لسانه بشكل واضح وصريح كقوله: أنتِ طالق، سواء كان هذا اللفظ في المحكمة أو بحضور الزوجة أو بدون حضورها، فمجرد تلفظه بها تصبح الزوجة طالقاً ومنفصلة عنه ولا تحل له، والسبب في أن الزوج هو الذي يتلفظ بهذه الكلمة، أن الدين والعرف السائد يعطي الرجل حقَّ أن تكون العصمة بيده، وعندما تطلق المرأة يصبح لها عدة معينة.
العدة
العدة: هي عبارة عن مدة زمنية حددتها الشريعة الإسلامية للمرأة التي تطلق أو يموت زوجها، وتمنع هذه المرأة من الزواج من غير زوجها، إلا بعد انتهاء المدة المحددة لها في العدة.
مدة عدة الطلقة
لم يضع الإسلام أي قضية أو مسألة إلا لحكمة معينة منها، ففرض عدة المرأة لكثير من الحكم وهي :
- المحافظة على الأنساب من الشك والاختلاط.
- في حالة الطلاق تكون العدة فرصة ليراجع الطرفين رأيهما، وذلك لكي يحافظوا على ترابط وتماسك أسرتهم، التي سوف تتعرض للضياع عند طلاق الزوجين.
- تكون العدة تقديراً وامتناناً للزوج في حالة وفاته، وتقديراً واحتراماً للعشرة الزوجية بين الزوجين في حالة الطلاق.
أحكام الطلاق بعد الخلوة الشرعيّة
في الحالات التي يتم طلاق المرأة فيها قبل الجماع، أي قبل حدوث الخلوة الشرعية بين الزوجين، فهذه المطلقة ليس لها عدة تقضيها، ويجوز لها أن تتزوج بعد أن تطلق مباشرة، أما الحالات التي يحدث فيها الطلاق بعد حدوث الخلوة الشرعية بين الزوجين فلها عدة أحكام وقوانين وهي:
- إذا طلق الزوج زوجته وهي حامل، تكون عدتها بوضع جنينها حتى لو كانت في الشهر التاسع من حملها، بعد أن تضع جنينها بيوم واحد تكون انتهت مدة عدتها .
- في حالة الطلاق والمرأة غير حامل، ولكنها تحيض يجب أن تكون مدة عدتها أن يأتيها الحيض ثلاث مرات بعد الزواج وتكون طاهرة من المرة الثالثة، وبعد طهارتها يحق لها أن تتزوج متى تشاء.
- عند طلاق المرأة وهي لا تحيض بسبب كبر سنها أو صغرها، فإن عدتها تكون ثلاثة أشهر متتالية.
- هناك بعض الحالات التي تكون المرأة مستأصلة لرحمها، أي أنها لا يمكن أن تأتيها الدورة الشهرية، فعدتها في هذه الحالة ثلاثة أشهر.
- في الحالات التي تتعرض المرأة فيها لانقطاع الحيض وهي تعلم سبب حدوث ذلك، فتكون عدتها بانتظارها زوالَ السبب الذي أدى إلى انقطاع الحيض عنها، وبعد ذلك تكون عدتها ثلاث حيضات.
- إذا توقف الحيض عندها دون معرفة سبب حدوث ذلك، تكون عدتها تسعة أشهر كعدة الحامل، وثلاث حيضات كعدّة المرأة التي تحيض.