من ميّزات المسلم المؤمن بربّه حقّ الإيمان أنّه لا يقنط أبدًا من رّحمة الله، فهو يعلم بأنّ رحمة الله تعالى واسعة، ويده سبحانه ملآ لا يغضيها شيء، بينما ترى الكافر إذا حلّت به مصيبة أو غلبه أمرٌ سيطر عليه القنوط، فتعرف ما هو القنوط ؟ وتعرف على ما هى علاماته على الإنسان ؟ وكيف نتجنّب الوصول إلى هذه الحالة السّلبيّة من الشّعور ؟
يعرف القنوط بأنّه الحالة التي يشعر الإنسان فيها باليأس والاستسلام، وللقنوط ما هى اسباب عند صاحبها فقد يقنط بسبب ظنّه السّيء بالله تعالى وأنّه لن يغفر ذنبه الذي اقترفه، وقد يكون القنوط بسبب عدم قدرة الإنسان على مواجهة أمرٍ معيّن أو تخطّي عقبةٍ تقف أمامه، ومثالًا على ذلك حال من عمل كبيرةً من الكبائر مثل الزّنا مثلًا، فتراه يعتزل النّاس ويبقى وحيدًا لا يخرج من بيته بسبب ظنّه بأنّه قد هلك لا محالة وأنّه لا توبة له من هذا الذّنب، فتصل به الحالة تلك إلى القنوط واليأس، وحتّى يتجنب الإنسان الوصول إلى هذه الحالة عليه بما يلي :
- أن يؤمن بأنّ الله تعالى رحمته واسعة فهو أرحم بنا منّا سبحانه، وبالتّالي إذا تعرّض الإنسان إلى مصيبةٍ أو حادثة ألمّت به من مرضٍ أو غير ذلك لجأ إلى ربّه سبحانه يدعوه ويطلب رحمته، فهو وحده من يجيب المضطّر إذا دعاه، وهو وحده سبحانه الذي بيّن أنّ رحمته وسعت كلّ شيء، فكيف لا تسع رحمته سبحانه أحدنا وهو نقطة في بحر هذه الكون الفسيح.
- أن يؤمن الإنسان بأنّ الله تعالى يغفر ذنوب العبد وإن بلغت عنان السّماء إن تاب إلى الله تعالى توبةً نصوحاً وأظهر لله تعالى النّدم على خطيئته واستغفره صادقًا من قلبه، وفي الحديث القدسي الشّريف يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا لأتيتك بقرابها مغفرة، وقوله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذّنوب جميعا ) ، وبالتّالي إذا آمن الإنسان بذلك وجدت نفسه مطمئنة راضيةً بأمر الله تعالى موقنةً برحمته ومغفرته، فإذا أذنب سارع إلى الاستغفار وهو موقن بأنّ الله تعالى غافر ذنبه .
- وأخيرًا على الإنسان أن يعلم بأنّ الله تعالى يستجيب لعباده الصّادقين الذين يدعون ربّهم وهم موقنون بالإجابة، فاليقين بالله تعالى والإيمان به هو أقوى سلاح في محاربة حالة القنوط والتّخلص منها.