نسمع في كثير من الأحيان كلمة صلة الرحم والتي يجهل الكثير من الناس معناها لا بل يجهلون أيضاً أهميتها على الرغم من أنها إحدى أهم العادات التي أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة المداومة عليها والقيام بها، وذلك لما ينتج عنها من محبة بين الناس وتكافل اجتماعي وتواصل مستمر بين أفراد العائلة الواحدة، حيث يظهر جلياً من خلال المواظبة على صلة الرحم كمية المحبة والتواصل التي ستنتج بين أفراد العائلة بسببب هذه العادة الإسلامية السليمة والتي لا بد علينا الإلتزام بها والتمسك بما أوصانا به الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
وتعرف صلة الرحم بأنها الدأب في زيارة الأقارب وتفقد أحوالهم وتفقدهم بشكل دائم والقيام بتبادل الزيارات فيما بينهم سواء كان ذلك بوجود مناسبة أو بعدم وجودها كما تتمثل صلة الرحم بالسؤال المتواصل والمستمر عن أفراد عائلتنا في منازلهم والإطمئنان عن أحوالهم وأحوال عائلاتهم حيث كما نعلم بأن العائلة الواحدة عندما يتزوج الأبناء يخرج منها بيوت كثيرة لأبنائهم وبناتهم لذلك لا بد على كل أخ من الأخوة أن يسأل عن أخته ويتفقد احتياجاتها ويسأل عن أحوالها وأحوال عائلتها والقيام بتقديم ما يلزمها من احتياجات مختلفة إن كانت بحاجة وكما لا بد لكل أخت أن تود أهلها وتسأل عنهم وعن حاجاتهم ومتطلباتهم المختلفة خاصة وإن كان الأب والأم عاجزان ولا يستطيعان إعانة نفسيهما ويحتاجان لوجود بناتهم إلى جانبهم لتقديم الخدمة لهم وإعطائهم كل ما يلزم من المساعدة سواء في جلب الطعام أو الأدوية أو الحاجيات المختلفة من الأسواق .
كما ولا تقتصر صلة الرحم على أفراد العائلة الواحدة من أخوات وإخوة وأب وأم بل يمتد هذا النطاق ليصل لأفراد العائلة بالدائرة الأوسع من أقارب سواء كانوا أعماماً أو عماتاً و أخوالاً وخالات وكذلك الجد والجدة، فهم من الأقارب الذين يصنفون على أنهم من الدرجة الأولى كما الأب والأم لذلك لا بد علينا من الإستمرار في السؤال عنهم وتبادل الزيارات فيما بينهم وودهم بالشيء البسيط من الهدايا والتي تمثل جزءاً من محبة الناس لبعضهم البعض ولا تكون الهدية بقيمتها المادية فليس من الضروري أن يجلب الشخص هدايا بقيمة مادية كبيرة حيث إننا نعلم أن الكثير من الناس يعانون من تدني في المستوى المادي وصعوبة في المعيشة لذلك هناك الكثير من الأشياء التي يمكن تقديمها كهدايا تدل على محبة الناس لبعضهم البعض وبقيمة مالية بسيطة وتعبر هذه الهدية الرمزية عن المحبة ومحبة العطاء لهؤلاء الناس