مفهوم وتعريف ومعنى الإيمان
هو اعتقاد الفرد الجازم بأنّ الله جل وعلا هو واحدٌ أحدٌ ربّ كل شيء، وإيمانه بكل اسم من أسمائه الحسنى، بالإضافة إلى أنّه وحده الذي يستحق الانفراد بالعبادة له والذل والخضوع؛ لاتصافه بصفات الكمال وتنزيهه عن كل نقص، وإنّ الإيمان بالله أحد أُسس الدين المهمة وأول واجب على الإنسان، فهو يُعتبر ركيزة الإسلام، إذ لا يصحّ للمسلم أن يؤمن بشيء من أركان الإيمان وشعبه إلّا بعد إيمانه بالله تعالى، لذلك يكون الإيمان بالله تعالى متقدماً على بقيةِ الأركان عند ذكرها، قال تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء الآية 136: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى? رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ? وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا".
أركان الإيمان
للإيمان أركانٌ وتتضمن الإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، حيث يتمحور مفهوم وتعريف ومعنى الإيمان حول ثلاثة أمور رئيسية وهي النية بالتصديق والاعتقاد بالقلب، والقول بإقرار اللسان، والعمل بالأركان التي يتقرب بها لخالقه كالصلاة والصيام والزكاة، وبهذا تلعب كل الأمور الثلاثة المذكورة سابقاً دوراً هاماً في تعزيز الإيمان في نفس الإنسان، فالنطق بالشهادتين تتمثل في إعلان الدخول للإسلام والانتساب له؛ ليصبح فرداً من أفراد الإسلام وتنطبق عليه حقوقه وواجباته، وقد حثّ الإسلام على وجوب نطق الشهادتين كإعلانٍ لدخول الإسلام كما قال تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
بالإضافة إلى أهمية وفائدة العمل بأركان الإسلام، يتوجب أداء فرائض الإسلام كالصلاة والصيام والزكاة، وذلك دليلاً على تقيده بالشهادتين، فيسعى لرضى الله ويبتعد عن كل ما يغضبه، واعتقاد الفرد الجازم وإيمانه بالله تعالى لا يقل أهميةً عن ما سبق، فهو ركن مهم جداً لتجنب النفاق في أن يعلن إسلامه بنطق الشهادتين دون الإيمان بهما بقلبه، ونجد أنّ الإنسان مؤمن بفطرته، حيث أنّ النفس تجد ملاذها بوجود قلبٍ مؤمن، وتضطرب وتختل بضعف إيمانها فهي كالمحرك الذي لا يعمل إلا بالوقود لو وضع فيه ماء؛ لصدر منه أصوات واضطرابات مما يجعله يتوقف، وليكون الإيمان بمثل ما آمن به أصحابه عليه الصلاة والسلام يشترط وجود الهداية، لقوله تعالى في الآية رقم 137 من سورة البقرة: "فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا".
الإسلام والإيمان
يقترن مصطلح الإيمان والإسلام، فدل لفظ المسلمين على معنى يختلف عن معنى لفظ المؤمنين، وكذلك في المسلمات والمؤمنات، واختلاف الأدلة بينهما وتفاوت الدرجات، فكل مؤمنٍ مسلمٍ، وليس كل مسلم ٍمؤمنٍ، إذ انّهما اشتركا في الخضوع لأحكامِ الإسلام الظاهرة ألا وهي الشهادتين، والصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وبذلك يرتقي المؤمن بدرجةً تمكنه من الإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره من قلبه، وأخيراً هذا دليل على أنّ ديننا دينٌ معقولٌ مبني على العلم؛ لأنّ الخالق عليمٌ وهذا الكلام كلامهُ وهذا الكون خلقهُ، ولا يُعقل أن يكون في كلامهِ جلَّ جلاله تناقضاً أو ما يناقض خلقه.