الحمد
بدأ القرآن الكريم في كثير من السور وفي مواضع مختلفة بالحمد، كقوله تعالى في سورة الفاتحة: "الحَمْدُلله ربّ العالَمينْ"، وغيرها من السور في القرآن، والحمد هو الشكر الخالص من العبد لله سبحانه وتعالى دون كل ما يعبد من دونه، فهو الذي خلقنا وأحسن خلقنا وأعطانا من رزقه ومن فضله ونعيمه، فهو من يستحقّ الحمد والشكر والثناء على كرمه وعظمته، وكثير من المسلمين يعبرون عن مدى شكرهم وامتنانهم لله على الأمور التي يعطيها الله لهم بالحمد له سبحانه، فهي كلمة تخرج تلقائياً تكون نابعةً من قلب المسلم وهو يشعر بكامل الحب من الله ولله، فالحمدلله كلمةٌ مقرونة بأيّ عطاء، فالعطاء كلّه من عند الله وحده لا شريك له.
إنّ لهذه الكلمة فضائل عديدة، وقد قرنها الله سبحانه تعالى في كتابه العزيز في العديد من الأشخاص والحالات، فما أصاب الأنبياء من خير أو سوءْ ما كان يدعوهم إلّا أن يحمَدوا الله ويشكروه على ما أعطاهُم، وقد ذكر أيضاً العديد من الأمثلة التي من الممكن أن يقع فيها المؤمنون الذين يحبهم الله، فيحمدوه على ما وقع بهم من خير أو شر، وقد قال عنها الرسول صلّى الله عليه وسلّم بأنّها أفضلُ الدعاء، وأنّها خير الكلام والأحب إلى الله سبحانه، وهي مغفرة لذنوب العبد، وإنّ الله يحمد على كل حال فهو الكريم الذي لم يبخل علينا بشيء.
التسبيح
يندرج التسبيح في الإسلام تحت بند العبادة، فهو التنزيه لله سبحانه عن النقص وإبعاده عن ما ليس فيه ووصفه بكل كمال، وقد ثبت الترغيب بالتسبيح في ديننا الحنيف في الكثير من المواضع في القرآن والسنة، فقد قال الله تعالى في سورة الصافات: "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون"، وقوله تعالى: "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى"، في أمر من الله لنبيه ولسائر المسلمين بأن يسبحوا باسم ربهم، وسَبّحْ هنا تأتي على الإستمرارية وعدم الانقطاع، وقد ورد أيضا في الأحاديث النبوية الشريفة فضل التسبيح وأجره، كما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم أنه قال: "احسن وأفضل الكلام بعد القرآن أربع، سُبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".
لطالما اقترن التسبيح بالحمد، فقد ورد هذا الاقتران في القرآن في العديد من المواضع كقوله تعالى: "وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ"، فالتسبيح في مضمونه نفيٌ للنقص والعيوب، والتحميد فيه إثبات لكمال الله سبحانه، فهما مكملتان لبعضهما البعض في المعنى، وأجرهما عظيم.
