العقيدة
تعرف العقيدة على أنها كل ما عُقِد قلب الإنسان عليه من مبادئ، وأفكار، بحيث صارت أحكاماً لا يأتيها الشك أو الريب من قِبل من يعتقد بها. ومن هنا نجد أن مصطلح العقيدة قد يتم توظيفه ضمن العديد من السياقات، كما أنه قد يتقاطع بشكل لافت وواضح مع العديد من المصطلحات الأخرى التي تدور في أفلاك مختلفة؛ كالدينية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، وما إلى ذلك.
تتغلغل العقائد إلى أفئدة الناس من خلال العديد من الوسائل، فبعضها قد يأتي من خلال التربية، وبعضها من خلال عمليات الاتصال التي قد تحدث بين مختلف الأفراد من مختلف الخلفيات، وبعضها من خلال عملية الإدراك الحسي التي يستطيع الإنسان بها معرفة العالم المحيط به، والتفاعل معه. هذا وتتنوع أنواع العقائد التي يؤمن الناس بها، ولعلَّ أبرز هذه الأنواع وأشهرها العقائد الدينية.
العقائد الدينية
تعرف العقيدة الدينية على أنها مجموعة المقولات، والأفكار، والمبادئ التي تبني الحالتين: الدينية، والإيمانية في نفس الإنسان، ومن هنا فإن من يتبعون ديانة معينة يتوجب عليهم الإيمان بكل هذه الأمور حتى يكون إيمانهم تاماً، ومعتقدهم سليماً غير مشوب، أو مختلط بمعتقدات، وأقوال، ومبادئ أخرى.
تتنوع المعتقدات الدينية حول العالم، حيث تتشابه هذه المعتقدات فيما بينها من بعض الجوانب، في حين أنها تختلف في عدد من الجوانب الأخرى، وقد يجد الدارس أن بعض المعتقدات تتقاطع فيما بينها من نواحٍ عديدة؛ كالمعتقدات الدينية السماوية الثلاثة وهي: اليهودية، والمسيحية، والإسلامية، فمن يتعمق في هذه العقائد يوقن تماماً أن مصدرها واحد لا محالة.
تعتقد فئة من الناس أن الإيمان بمعتقد ديني معين قد يتسبب بمشكلات عديدة لا حصر لها، وقد تستدل هذه الفئة على ذلك بالعديد من الشواهد التاريخية، غير أن النظرة المتفحصة تشير إلى عكس ذلك؛ ذلك أن العقائد الدينية إجمالاً لم توجد إلا لخدمة الإنسان، وإدخال الراحة والطمأنينة إلى قلبه، غير أن سوء فهم، وسوء أخلاق بعض المتدينين هما السببان الرئيسيان اللذان يمكن أن تعزى إليهما مثل هذه المشكلات.
من جهة أخرى، فإنه لا يمكن غض النظر أبداً عما تسببت به بعض أنواع العقائد الأخرى غير الدينية؛ كالعقائد السياسية، والاقتصادية من فوضى حول العالم، فهذه العقائد عملت ولا زالت تعمل على نشر القتل، والفوضى في كل مكان، فالهدف من تأسيس بعض هذه العقائد كان بعيداً جداً عن توفير الراحة، والسعادة للإنسان، فقد كان محصوراً في نطق ضيقة منها توفير الوسائل المناسبة حتى تستطيع فئة معينة تحقيق رغباتها، وإشباع غرائزها، فهذه الفئة تمتلك الاستعداد التام لفعل أي شيء من أجل تحقيق ما تطمح بالوصول إليه.