معنى القنوت
تعد الصلاة عمود الدين وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ويعد القنوت من الأجزاء المستحبة فيها، وخاصة في صلاة الوتر التي تعد هذه الصلاة والقنوت فيها من دأب الصالحين وتجارة المتقين لليوم الآخرة، حيث إن المساحة تكون مفتوحة بين العبد وبين الله سبحانه وتعالى يطلب منه ما يشاء.
القنوت لغة هو الدعاء والقيام والخضوع، ويعني الطاعة والخير في الدين والعبادة، وهو السكوت وطول القيام والخشوع في الصلاة. أما اصطلاحا فيعني الدعاء في الصلاة ودوام الطاعة في مكان مخصوص من القيام، ويشرع القنوت في جميع الصلاوات المفروضة وفي النوافل، ويعد في صلاة الوتر من احسن وأفضل أوقاته في آخر ركعة قبل الركوع وقد يكون بعده ولا بأس في ذلك، ومن احسن وأفضل الأدعيه فيه ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "اللهمَّ اهْدِني فيمَن هدَيْت، وعافِني فيمَن عافَيْت، وتولَّني فيمَن تولَّيْت، وباركْ لي فيما أَعطَيْت، وقِني شَرَّ ما قَضَيْت؛ فإنَّك تَقْضِي ولا يُقْضَى عليك، وإنَّه لا يَذلُّ مَن والَيْت، تباركتَ ربَّنا وتَعالَيْت".
أهمية وفائدة القنوت ووقته
يعد القنوت من صفات المؤمنين الذين وصلوا إلى درجة الأنس بالله تعالى حيث فيه التقرب منه، وفيه يبقى ذكر الله على لسانهم وفيه العمل بما يحب الله؛ فالقنوت عبادة لله يوفقه الله لمن يكون أهلاً لذلك، وهو أشمل من العبادة التي تكون بسبب الخوف من الله ومن عذاب جهنم، ويفضل القنوت في صلاة الوتر التي تعد آخر ركعة من صلاة العشاء، والخاتمة لجميع الصلوات في اليوم والليلة، والتي يفضل تأخيرها إلى الثلث الأخير من الليل والقنوت فيها، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا وهو أعلم بعظمة نزوله ويسأل العباد إن كان هناك من داع ٍ يدعوه فيستجب له، وإن كان من مستغفر يغفر له، وإن كان من سائل فيعطيه، وكذلك يفضل القنوت في الصلاة في مكان فيه مصلحة للمسلمين عامة ولدفع مصيبة عنهم.
أما القنوت في صلاة الفجر فقد اختلف العلماء في ذلك، فمنهم من يرى أنه سنة أو مستحب ومنهم من يرى أنه غير مشروع، كما أن القنوت يكون طوال الوقت يفعل أحياناً ويترك أحياناً.
أما القنوت في رمضان فيكون جهراً بالناس وبرفع المأمونين أيديهم في ذلك، وينبغي على الإمام تجنب السجع ومجافاة التطويل تحقيقاَ للسنة وبعداً عن الملل.
فصلوات العبد على درجات وإن أفضلها ما طال قنوتها والناس نيام، فلذلك لا بدّ من الحفاظ على الصلاة والقنوت بها لنيل الأجر والثواب والسعادة في الدنيا والآخرة.