الصدقات
قال صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مالٌ من صدقة".
الصدقة: هي ما يخرجه المسلم من مال، أو طعام، أو لباس، للفقراء والمحتاجين، قاصداً به وجه الله سبحانه وتعالى.
تعود الصدقة على فاعلها بالخير، والمنفعة، واحسن وأفضل الصدقات ما كانت في السر، حتى أنّ فاعلها لايعل ق يمتها، ومن احسن وأفضل الصدقات وأحلّها إطعام الطعام، وأكثر الأعمال التي تفيد بعد الموت هي صدقات الأحياء عن أمواتهم ودعائهم لهم، والصدقة تشفي المرضى، فعندما يكون الإنسان مريضاً، ويتصدّق على نيّة الشفاء، سيشفيه الله جلّ جلاله بقدرته.
كل من يشارك في اأاء الصدقة، أو الدلالة عليها، أو يساعد في توصيلها، له مثل أجرها، وذكر أن الإنسان بعد موته يتمنّى أن يعود للدنيا ليتصدّق، لما لها من خير كبير، وأجر عظيم يعود على فاعلها، كما أنّ الصدقة لا تنقص من المال شيئاً، وإنّما تزيد في رزق المتصدّق، وتغنيه بفضل الله عزّ وجلّ، فالله يكافئ المنفق بتعرف ما هو أهل له جلّ جلاله.
أهم ما في الصدقة، أنّها تطفئ غضب رب العزّة جلّ جلاله، وهذا ما يسعى إليه المسلم، فكلّنا نسعى لرضى الله سبحانه وتعالى وطاعته، وفاعل الصدقة يظلّه الله سبحانه وتعالى في ظلّه يوم القيامة، يوم لا ظلّ إلّا ظلّه سبحانه، حيث إنّ المسلم كثير الصدقة صنّف من السبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه يوم القيامة، كما أنّ الله سبحانه وتعالى يضاعف أجر الصدقة إلى عشرة أضعاف، ويدخل المتصدقون يوم القيامة إلى الجنة من باب الصدقة.
إنّ الصدقات تدفع البلاء بأنواعه، فإن رضي الله سبحانه وتعالى عن عبده دفع عنه البلاء، كما أنّ الملائكة تدعو للمتصدّق بما فيه خير له، كما أنّ الصدقة تحفظ فاعلها من الحسد، والعين و بالصدقة يستطيع العبد أن يطلب من الله عزّ وجلّ ما شاء، فيضع نيّة ما يريده بصدقته، ويتصدق بها لمن هو بأمس الحاجة إليها، فيكافئه عزّ وجلّ بتحقيق ما يريد بسبب صدقته.
الصدقة غير محصورة بوقت، أو عمر، ومتاحه في كل الظروف والأحيان، وتجوز الصدقة حتى في أبسط الأمور، واحسن وأفضل أوقات الصدقة هو شهر الأعمال المباركة والطاعات، الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك، الذي تتضاعف فيه الأعمال الخيرة، كما تتضاعف الأجور، فيضاعف الله فيها الحسنات بعشر أمثالها، وحال الصدقة كغيرها من الأعمال الصالحة، فيضاعف الله أجرها أضعافاً مضاعفة، فأكثروا من الصدقات في شهره الفضيل، لتعود عليكم بالأجر، والثواب، واسعوا أن تكون الصدقة خالصة لوجهه جل جلاله، واغنوا أمواتكم بالصدقات، فإنّها تصل إليهم، وتزيد من حسناتهم.
