تعد الأضحية واحدة من احسن وأفضل الأعمال التي يمكن ان يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل، نظراً لمقدار الخير الكثير الذي يمكن للإنسان ان يكسبه من وراء تضحيته، وهي من السنن المؤكدة التي ورد ذكرها في القرآن والتي رغب فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خلال فترة دعوته إلى الله عز وجل، ففي الأضحية الخير الكثير نظراً إلى أن الأضاحي ستوزع على الفقراء وتطعم الجوعى من الناس، وهذا هو اجمل ما العبادات، ان بها حل لمشاكل وعيوب دنيوية، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على ان الله تعالى إنما هدفه في هذه الدنيا ان يظهر الإنسان احسن وأفضل ما عنده من خير وأيضاً هو يريد بذلك أن يعزز ويرسخ مبدأ الأخلاق ومساعدة الناس بعضهم لبعض ومبدأ التكافل والتراحم بين الناس. لهذا فقد جعل الله تعالى بكل شعرة من شعرات الأضحية وبكل قطرة دم تقطر منها حسنة، ولنا أن نتخيل بعد ذلك مقدار الحسنات والخيرات التي يمكن لنا أن نتحصل عليها جراء أدائنا لهذه العبادة الرائعة.
تذكرنا الأضحية بيوم النحر في عيد المسملين الكبير عيد الأضحى المبارك، تذكرنا بحدث مر يوماً ما على هذه البشرية، وهو حدث غير عادي استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن القصة للأسف الشديد أصبحت مبتذلة في أذهاننا فلم نعد نعي اهميتها وخطورتها ومدى تأثيرها في كل من يسمعها لأول مر، وهي قصة إقدام الرسول العظيم إبراهيم – عليه السلام -، على ذبح ابنه، فالعادة كانت منتشرة في زمن إبراهيم بذبح البشر وتقديمها قرابين للآلهة، فبدأت الأحلام تراود أبونا حيث كان يرى فيها انه يذبح ابنه، ومن هنا أيقن أبونا – عليه السلام -، ان الله تعالى إنما يامره بان يذبح ابنه، وهنا تكمن المعجزة وتتعطل العقول والجوارح والحواس ويتعطل الإنسان كله عندما يعلم ان إبراهيم لم يرفض مع أن الذي سيذبحه هو ابنه الذي انتظره السنين والعقود الطويلة، والأعجب هو موقف الطفل الموقن بالله تعالى والمؤمن به إيماناً راسخاً بأن الله تعالى يريد به الخير، فالعجب والحيرة تطبق على العقول إذا أراد الإنسان أن يتخيل حجم اليقين والإيمان اللذان كانا في قلبه، فهو لن يوكل أحداً بهذه المهمة بل سيذبح بيديه، وعندما هم بذبح ابنه ناداه الله تعالى يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا، عندها أنزل الله تعالى كبشاً عظيماً من السماء فداءً لذبح النبي بن النبي – عليهما السلام -، إيذاناً بانتهاء عهد القرابين البشرية.