تتنوّع وتتعدّد مناسك الحج، والحج ابتداءً هو فرض عظيم من فروض الإسلام التي وجب على كل مسلم قادر تأديتها، والقدرة هنا تعني القدرة المادية والقدرة الجسدية، وذلك لأن الحج فيه مشقة كبيرة جداً وفيه أيضاً إنفاق كبير جداُ، فهو يتطلب السفر من مكان الإقامة إلى مكة المكرمة والإقامة فيها لأيام متتابعة وهذا الأمر يحتاج إلى كمية ليست بسيطة من الأموال، لهذا فمن ليس من المقدرين مادياً فهو معفى من الحج، وهذا من تيسير الإسلام الكبير على الناس.
الحج يذكر المسلمين بأبيهم إبراهيم – عليه السلام -، وهذا من أحد أهدافه، فإبراهيم – عليه السلام – هو واحد من أعظم عقول البشرية بلا أدنى شك، وذلك بسبب كل ما بدر منه في رحلته سعياً وراء الله تعالى وفي محاولته الكبيرة في نشر الحنيفية وتوحيد الله تعالى على الأرض، وهذه المهمة هي من احسن وأفضل المهمات لمك تكن سهلة في مقاييس ذلك العصر وفي ظل انتشار الكفر والشرك بالله تعالى، ولم يأت وصف هذا النبي العظيم في القرآن الكريم بالأمة من فراغ بل لأنه قد أتى على الأرض حين لم يكن هناك مسلم موحد سواه، وبسبب قدراته الكبيرة والهائلة ونفسيته العظيمة التي انضوى عليها هذا الإنسان العظيم.
من كثرة الإمتحانات والابتلاءات التي مر بها إبراهيم وآله – عليهم السلام – جميعاً، فقد جعل الله تعالى مناسك الحجم متعددة ومختلفة وتذكر المسلمين بهذه الأحداث، فكل منسك رئيسي من مناسك الحج هو قصة بحد ذاته لا يمكن إغفالها أو إنكارها ولا يمكن استبدالها كتعرف ما هو حاصل في يومنا هذا.
من أهم مناسك الحج رمي الجمرات، وهذا النسك يبدأ في يوم النحر، فالحاج يمي الجمرة الكبرى في هذا اليوم، وفترة رمي هذه الجمرة يكون ما بين فجر يوم النحر إلى فجر اليوم الأول الذي يليه. فّإذا ما جاء اليوم التالي ليوم النحر والذي يطلق عليه اليوم الأول من أيام التشريق الثلاثة، فيرمي الحاج الجمرات الثلاثة الصغيرة فالمتوسطة فالكبيرة، ووقت الرمي يكون من بعد ظهر اليوم الأول من أيام التشريق الثلاثة إلى وقت المغرب، كما ويتوجب أن يكون يرمي الحاج سبع حصيات صغيرات ويقول مع كل رمية ( بسم الله والله أكبر رغماً للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن ) ثم يدعو ويصلي على النبي في اليوم الثاني يكون الرمي بالطريقة نفسها ويمكن للحاج المتعجل أن يطوف الوداع بعد ذلك اما من أراد الاستمرار فيعيد الكرة في اليوم الثالث ثم يطوف طواف الوداع ويتحلّل من إحرامه.