الصوم
هو أحد أهم أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض على كلّ فرد مسلم بالغ عاقل، وهو يعني الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الشمس وحتى غروبها، وقد فرض الله على المسلمين صوم شهر رمضان، كما أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بصيام النوافل؛ كصوم الاثنين والخميس، وصوم عرفة، وصوم ستة أيام من شوال، والثلاثة البيض من كل شهر، وذلك لما للصوم من أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى؛ حيث يدخل الصائمون يوم القيامة من باب يُسمّى باب الريان. سوف نعرض في هذا المقال مشروعية الصوم في شهر رجب، وما جاء فيه من أدلة شرعية، ومن أقوال العلماء.
صوم شهر رجب
تعددت آراء العلماء بخصوص صوم شهر رجب، فمنهم من يقول بأنه محبب لأمرين:
- الأول: ما جاء من باب الترغيب بشكل عام في موضوع الصيام، وأدلته عديدة جداً.
- الثاني: ما جاء من باب الترغيب المخصص بصيام الأشهر الحرم بما فيها شهر رجب، وكذلك ما ورد في استحباب صوم رجب على وجه الخصوص، وفي استحباب صيام أيّام الأشهر الحرم بشكل عام، واستندوا على ذلك بمجموعة من الأحاديث منها:
- حديث أبي مجيبة الباهلي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "صم من الحُـرُم واترك، صم من الحرم واترك" والحديث رواه أحمد وأبو داود، واللفظ له، ولفظ أحمد: "فمن الحرم وأفطر".
- حديث أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحبّ أن يرفع عملي وأنا صائم" رواه النسائي وأحمد.
أمّا عن الصوم بشكل عام فالأحاديث التي وردت إلينا في استحباب صوم أيام الأشهر الحرم كثيرة.
أسماء شهر رجب
يوجد لهذا الشهر ستة عشر اسماً منها: رجب، ورجم، والأصب، والشهر الحرام، والمقيم، والمعلى، ومنصل الأسنة، ومنصل الآل، ومنـزع الأسنة، وشهر العتيرة، والمبدي، والمعشعش، وشهر الله.
- سبب تسميته بهذا الاسم أي رجب؛ لأنه كان يُرجَب فيه في العصر الجاهلي، أي: يُعظم، بالإضافة إلى وجوب ترك القتال والتنازع فيه، يقال: أقطع الرواجب والأصب؛ لأنه لا يوجد فيه صوت قعقعة السلاح.
- سُمِّي أيضاً بالأصب لأنهم كانوا يقولون: إن الرحمة تصب فيه.
- سُمِّي برجم بسبب رجم الشياطين فيه.
- سمي بالشهر الحرام؛ لأن حرمته منذ القدم.
- سُمِّي بالمقيم؛ لأن حرمته ثابتة لا تتغير.
- سُمِّي بالمعلى؛ لأنه عالي الشأن عندهم.