جدول المحتويات
الدعاء
لا شكّ بإنّ الدّعاء من أجلّ العبادات وأعظم الوسائل التي تكون بين العبد وربّه جلّ وعلا، فالدّعاء هو مخّ العبادة وسنّة الأنبياء والصّالحين، وديدن الأولياء والمتّقين، ومن تركه من العباد أغضب الله، ومن لزمه نال رضا الله سبحانه وحفظه ورحمته وعطاءه .
ما هى اسباب عدم استجابة الدّعاء
إنّ الدّعاء وقبوله عند الله تعالى واستجابته له أسبابه بلا شكّ، فلا يتصوّر بحالٍ أن يستجيب الله تعالى من العبد العاصي الذي لا يسعى لمرضاة الله سبحانه وتعالى، بل تكون الاستجابة من الله تعالى لمن يحقّق شروطاً معيّنة، وإنّ مرد عدم استجابة الدّعاء يرجع لما هى اسباب عدّة نذكر منها :
- القلب الغافل اللاهي، فالمسلم الذي يقف بين يدي الله تعالى يدعوه ويناجيه، ويسأله ويتوسّل إليه سبحانه وقلبه منشغلٌ بأمور الدّنيا والتّفكير في شهواتها وملذّاتها ومتاعها الزّائل لا يستجيب الله له، فالمسلم في حياته لو قابل مسؤولاً من المسؤولين طلباً لحاجة أو دفعاً لشر، رأيته يتجهّز لهذا اللّقاء ويعدّ له مسبقاً إعداداً عجيباً، ولله سبحانه المثل الأعلى فهو الأحقّ سبحانه بصفته ربّ النّاس وخالقها، وصاحب الأمر ومالك النّفع والضّرّ أن يلتجىء إليه سبحانه فيدعوه بقلبٍ حاضرٍ لا تشغله ملاهي الدّنيا، بل يستحضر عند الدّعاء كلّ معاني الخشوع والتّبتّل والخضوع والّتذلّل لله سبحانه.
- المال الحرام والكسب الخبيث، فالمال الحرام هو من الما هى اسباب الرّئيسيّة في عدم استجابة الدّعاء من المسلم، ففي الحديث الشّريف وصف لحال الدّاعي المسلم الذي يدعو الله سبحانه ومأكله حرام، وملبسه حرام، فكيف يستجيب الله منه وحاله كذلك، فالأصل في المسلم أن يحرص على أن يكون كسبه طيباً، وعمله حلالاً حتّى إذا وقف بين يدي الله تعالى ودعاه، وقف بنفسٍ طيّبة بعيدةٍ عن الحرام وطرقه.
- ضعف الإيمان واليقين بالله تعالى، فالمسلم الذي لا يملأ قلبه اليقين بالله تعالى، وأنّه قادرٌ سبحانه على أن يستجيب دعاء الخلق جميعاً ويعطي كلّ ذي مسألةٍ مسألته من دون أن ينقص هذا العطاء ممّا عنده، إلاّ كما ينقص المخيط من الماء، إذا ما نزع من البحار والمحيطات، هو إنسانٌ لا يحقّق ما هى اسباب استجابة الدّعاء وتحقيق المطالب.
- العجلة والتّسرع في رؤية آثار استجابة الدّعاء، فالمسلم الذي يدعو الله تعالى ويسأله حاجةً من الحوائج ونفسه وقلبه متعجّلان في رؤية آثار الدّعاء، هو قلبٌ لا يستجيب الله تعالى له لأنّ من آداب الدّعاء أن يدعو المسلم ربّه بدون أن يتعجّل أو يقول دعوت فلم يستجب لي.