سد وادي ضيقة
يُعدُّ سد وادي ضيقة من أهمّ المشاريع الموجودة في دولة سلطنة عُمان وأكبرها؛ إذ إنّه يتميّز بموقعٍ جغرافيٍّ استراتيجيٍّ طبيعيٍّ، ويُساهم في دعم العائدات الاقتصاديّة والسياحيّة للدولة.
خُطّط لبناء هذا السدّ عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين للميلاد، إلاَّ أنّ العمل على بنائه لم يبدأ إلاّ في عام ألفين وستة للميلاد، وقد استغرق ستّة أعوام حتّى افتُتِح بشكلٍ رسميٍّ في اليوم السادس والعشرين من شهر آذار لعام ألفين واثني عشر ميلاديّة. بلغ طول هذا السدّ أكثر من أربعمئة متر، أمّا ارتفاعه فبلغ خمسة وسبعين متراً، وتقدّر تكلفة بنائه بثلاثة وأربعين مليون ريالٍ عُمانيٍّ، أي ما يقدّر بمئة وأحد عشر مليون دولار أمريكيّ.
أهميّة سد وادي ضيقة
إنّ لسد وادي ضيقة أهمّية كبيرة في توفير المياه للمنطقة المحيطة به، ويُستغلُّ ما يخزّنه هذا السدّ من مياه للانتفاع منها في المجالات المختلفة؛ إذ تُفتح البوابة الخاصّة بتصريف المياه المجمّعة فيه بين فترة وأخرى، وذلك من أجل تغذية الخزّان الجوفيّ في أراضي المنطقة والقرى التي تقع أسفل السدّ؛ حيث نجد عدداً من القرى، كقرية دغمر التي تُطلّ على البحر، وأيضاً قرية حيل الغاف، وقرية المزارع، ويرفع هذا السدّ منسوب الأفلاج الموجودة في المنطقة، كما الحال بالنسبة لفلج حيل الغاف.
كان الهدف من إقامة هذا السدّ في الدرجة الأولى تأمين موردٍ مائيٍّ ذي موقع استراتيجيّ لمدينة مسقط، وأيضاً من أجل تأمين الحماية للقرى التي تقع على امتداد وادي ضيقة، وخاصّة ما كانت تتعرّض له من فيضانات نتيجة الأمطار الغزيرة، إضافة إلى دعم السياحة في المنطقة بشكل عامّ، وبالأخصّ في ولاية قريات.
البحيرات الواقعة على السدّ
إنّ سد وادي ضيقة مكوّن من سدّين: السدّ الأول هو السدّ الرئيسيّ، أمّا الثّاني فهو السدّ الجانبيّ، الذي تقع عليه بحيرتان، واحدة رئيسيّة والأخرى جانبيّة. تقع البحيرة الرئيسيّة على السد مباشرة على مجرى هذا الوادي، أمّا البحيرة الجانبيّة فإنّها تقع في الجهة الشماليّة للبحيرة الرئيسيّة، والهدف من وجود هذه البحيرة الجانبيّة هو التمكّن من حجز أكبر قدر من المياه عندما يرتفع منسوب المياه المحتجزة في البحيرة الرئيسيّة.
وتغطّي بحيرة التخزين مساحة ثلاثمئة وخمسين هكتاراً، ممتدّة على مسافة تصل لستة كيلومترات، وذلك عند امتلائها بالماء، أمّا محيطها فإنه يصل لقرابة ثمانية وعشرين كيلومتراً، إلاّ أنّ قسماً من هذه المياه يتعرّض للتبخّر سنوياً ولكنّه لا يؤثّر في منسوب المياه بشكل كبير.