جبل الرحمة
الوقوف على جبل عرفة هو الركن الأكبر من أركان حج البيت، فمن رواية عبد الرحمن بن يعمر الديلى: "أن ناساً من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرف،ة فسألوه فأمر منادياً فنادى الحج عرفة"، فعلى الرغم من أن الوقوف بعرفة الركن الثاني من أركان الحج بعد ركن الإحرام إلا أن الوقوف بعرفة الركن الأعظم.
الحكمة من الوقوف على جبل عرفات
لجبل عرفات أهمية وفائدة كبيرة في الإسلام، وحكمة الله سبحانه وتعالى واسعة في اختيار أركان الحج؛ فالوقوف بعرفات يشبه الوقوف في فسيح القيامة، فجميع الناس يوم القيامة سيقفون بين يدي الله عز وجل راجين النجاة والرحمة وطالبين المغفرة من الله تعالى، فبذلك تذكير للناس بأهوال يوم القيامة، ولله تعالى المثل الأعلى، فكما روت عائشة عن النبي محمد أنّه قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم».
موعد الوقوف على جبل عرفات
الوقت الذي يقف به الحجاج على جبل عرفة هو عند مغيب شمس يوم عرفة وهو التاسع من ذي الحجة إلى طلوع فجر اليوم التالي، وهو أوّل أيام عيد الأضحى المبارك، وباقي المسلمين من غير الحجيج يقومون بصيام هذا اليوم المبارك، ففضل صيام هذا اليوم كبير، فكما ذكر بالأحاديث الشريفة أن صيام هذا اليوم كفيل بتكفير سنة قبله وسنة بعده بإذن الله تعالى.
سبب تسمية جبل عرفات بهذا الاسم
هناك العديد من الروايات التي تحدد سبب تسمية عرفات بهذا الاسم، فمنها ما تقول أنّ سبب تسميته بهذا الأسم لأن الناس يتعارفون به، ورأي آخر يقول سُمّي بذلك لأن جبريل طاف بإبراهيم عليه السلام حوله ويقول له: أعرفت؟ ويكررها، ويرد عليه سيدنا إبراهيم: عرفت ويرددها، ويقال أيضاً لأن آدم وحواء عندا أخرجا من الجنة، هبط كل واحد منهما بمكان فهبطت حواء في السعودية وهبط آدم في الهند، واستمر بالبحث عنها إلى أن وجدها والتقيا في جبل عرفات، والله سبحانه وتعالى أعلم.
اين يوجد ويقع جبل الرحمة
يظّن بعض الناس أنّ جبل الرحمة هو اسم آخر لجبل عرفات، ولكن في الحقيقة أنّ جبل الرحمة هو إحدى القمم الموجودة على جبل عرفات، ويقع تحديداً شرق عرفات، ويعرف أيضاً بجبل الدعاء، وصعد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ليدعو الله تعالى في حجة الوداع.