موقع جبلي الأخشبين
الأخشبين هما جبلين من أشهر وأهمّ جبال مكّة المكرّمة لما لهما من مكانةً تاريخيّةً عظيمة، يقع كلٌ منهما في جهة من جهات مكّة المكرّمة مطلان على المسجد الحرام، والأخشب يقصد به الجبل العظيم الخشن، والأخشبين هما جبلي أبي قبيس الذي يحتوي على القصر الملكي حالياً وجبل قعيقعان.
جبل قعيقعان
جبل قعيقعان وتُقرأ بضمّ القاف وفتح العين، وهو جبل عظيم مطلّ على المسجد الحرام من جهة الشمال والشمال الغربي لمكّة المكرّمة، ويسمّى هذا الجبل بأسماء عدّةً بحسب الحيّ المطلّ عليها، فجزؤه الشماليّ مطلّ على حيّ العبادي لذلك يسمّى بجبل العبادي، ويسمّى جزؤه الشرقيّ بجبل السليمانيّة لكونه مطلّ على مناطق الحجون ومقبرة المعلاة، وجزء آخر يسمّى بجبل السودان مطلّ على دحله، والجزء المطلّ على القرارة والفلق سمّي بجبل القرارة، أمّا الجزء الجنوبيّ له فقد سمّي بجبل هندي ويرتفع عن سطح البحر بما يقدّر بـ 410 مترات.
جبل أبو قبيس
جبل أبوقبيس لا يعتبر أكبر جبال مكّة المكرّمة ومع ذلك فهو من أشهر جبالها، فهو مطلّ على المسجد الحرام من جهة الشرق، وبينه وبين الخندمة يصب شعب علي، فهو يقع بين شعب علي وبين أجياد، ويعتبر جبلاً مأهولاً بالسكان في مكّة وفي قمّته يوجد مسجد بلال الذي بني من الحجر الأسود.
قصة جبلي الأخشبين
ذات مرة سألت السيّدة عائشة النبي عليه السلام ?ن كان قد مرّ عليه يومٌ أصعب من يوم معركة أُحد، فقد كان من أصعب الأيام التي مرّ بها، فأجابها النبي بأنّ اليوم الأشد ألماً وأعظم كرباً عليه هو عندما ضيّق عليه أهل مكة وقاموا ب?خراجه منها بعدما شتموه وأهانوه ورموه بالحجارة، فقرّر الذهاب للطائف مستنصراً بأهلها، وفي أثناء مسيرته وهو مهموماً ومتعب وحزين ممّا فعله القوم به، ورفع وجهه للسماء داعياً ربه، فجاءه جبريل ليبلغه بأنّ الله سمع قول القوم له وردهم عليه وفعلهم المشين به، وأنّ الله تعالى قد بعث ?ليه بملك الجبال ليأمره بما شاء فيهم، فناداه ملك الجبال بقوله (السلام عليك يا محمد، إنّ الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني إليك ربك لتأمرني بأمرك ما شئت، ما أعظمها من سلطة، تأمرني بما شئت).
فكانت فرصةً للنبي بأن يستردّ حقّه من قومه ولكنه صمت حتّى قال له ملك الجبال (إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين)، فأجاب النبيّ عليه السلام: (لا، بل أستأني بهم أي أنتظر وأصبر، وأجعل أمامهم فرصةً للتوبة والإصلاح، ثمّ قال: أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً).