اختيار الزوجة
تشكّل مسألة اختيار الزّوجة معضلةً للكثير من الشّباب المقبلين على الزّواج، فالخيارات أمام الشّاب قد تكون متعدّدة ولا يستطيع في لحظةٍ من اللّحظات أن يتّخذ قراراً يراه مصيريّاً يتطلّب كثير من الحكمة والتّروي والتّفكير.
يتردد الشباب كثيراً في اتخاذ هذا القرار المصيري بسبب فشل الكثير من حالات الزّواج، والدليل على ذلك نسب الطّلاق المتزايدة، وبالتّالي فإنّ مسألة اختيار الزّوجة ينبغي أن تستند على معايير محدّدة وأسسٍ واضحة أمام الرّجل، حتّى لا تتعرّض العلاقة الزّوجيّة للفشل، فالشّرائع السّماويّة ومنها الإسلام لم يؤطّر هذه العلاقة بأطرٍ وضوابط إلاّ ليضمن استمراريّتها ودوامها، فتعرف على ما هى معايير اختيار الزّوجة ؟
معايير اختيار الزّوجة
هناك معايير محددة ينبغي لكل شاب مقبل على الزواج أن يختار شريكة حياته بناء عليها، وهي كالتالي:
معيار الخلق والدّين
هذا المعيار ينبغي أن يكون أهمّ معيار أمام الرجل عند اختيار زوجة المستقبل، ذلك أنّ صاحبة الخلق والدّين يحملها التزامها على الحرص على العلاقة الزّوجيّة، لأنّها تنظر إليها على أنّها علاقةٌ مقدّسة لها أحكامها وضوابطها وفيها تتحدّد الحقوق والواجبات لكلّ طرفٍ من أطرافها في جوّ من السّكينة والمودّة والاحترام.
كما أنّ صاحبة الديّن تحفظ زوجها في بيته وماله ونفسه أكثر من غيرها، فهذه الأمور تراها عبادة تؤجر عليها عند الله تعالى، كما أنّ حبّها لأولادها وأسرتها يدفعها لأن تخشى عليهم وتضعهم بين عينيها وتشملهم بالرّعاية والاهتمام، فهي تعلم بأنّها مسؤولةٌ أمام الله تعالى عن أسرتها، لذلك رغّب النّبي عليه الصّلاة والسّلام في الزّواج من صاحبة الدّين .
معيار العلم والثّقافة
لا شكّ بأنّ هذا المعيار هو في غاية الأهميّة، ذلك أنّ العلم والثّقافة ترتقي بالإنسان بين النّاس، فالزّوجة التي تمتلك علماً وثقافة هي الزّوجة التي تزيد فرصها في النّجاح في معاملة زوجها وتربية أولادها، حيث إن العلم يوسّع مداركها وطريقة تفكيرها، ويعرّفها بأدوات وأساليب التّعامل الحسن والحكيم مع زوجها وأولادها، بينما تكون الزّوجة الجاهلة وبالاً على زوجها بقلّة حكمتها وضعف بصيرتها.
معيار الجمال
يرغب الكثير من الرّجال الارتباط بامرأةٍ جميلة، وهذا الأمر لا حرج فيه ولا غضاضة لأن ّالنفوس بطبعها تعشق الجمال، لكن ينبغي ألا يطغى هذا المعيار على المعايير الأخرى الأهم منه كالخلق والدّين، فالرّجل قد يرتبط بامرأة جميلة فيتفاجأ بأخلاقها السّيئة وطباعها المنفّرة.
معيار الكفاءة
على الرّجل أن يراعي ما أمكن أن يتكافأ مع زوجة المستقبل في الصّفات والرّغبات والاهتمامات، فالكفاءة في الزّواج تزيد فرص النّجاح فيه، وتزيد المحبة وأواصر المودة بينهما.