مما لا شك فيه أن التطوّر الهائل الذي حدث في بلاد العالم أدى إلى الاهتمام بكل ما يوفر الوقت والجهد، لذلك لجأ الإنسان إلى البحث دائماً واختراع كل ما من شأنه توفير سبل الراحة والحياة الكريمة له، ومن هذه الاختراعات الميكروويف الذي يكاد لا يخلو بيت منه، حيث إنِّ جميع النساء يرغبن بوجوده ليسهِّل عملية تسخين الطعام.
جهاز الميكروويف
الميكروويف هو جهاز كهربائي يستخدم الموجات الميكروية في تسخين وطبخ الأطعمة، حيث يتم تحويل الطاقة الكهربائية التي تسري في الموصل إلى طاقة ميكروية داخل الميكروويف، والأشعة الميكروية هي موجات كهرومغناطيسية ذات ترددٍ معينٍ. تستخدم الأشعة الميكروية في الكثير من الاستخدامات مثل نقل المعلومات من نقطةٍ إلى أخرى لتصل هذه المعلومات إلى التلفاز.
اكتشاف الميكروويف
لقد اكتشف الأشعة الميكروية التي يعتمد عليها جهاز الميكروويف المهندس سبنسر عام 1946م، حيث كان يقوم ببعض التجارب حول المغنطرون -وهو صمام مفرغ-، فلاحظ أنّ حبة الشوكولاتة الموجودة في جيبه قد ذابت، واستنتج أنها تعرضت إلى الحرارة حتى ذابت بهذا الشكل، فأحضر حبات من القمح ووضعها إلى جانب المغنطرون ولاحظ أنها تحوّلت إلى البوشار، ثم أحضر بيضةً ووضعها بجانب المغنطرون ولاحظ أنّها تعرّضت لضغطٍ كبيرٍ مما جعلها تنفجر، فاستنتج أنَّه ينتج من المغنطرون أشعة تعمل على التأثير ونتائج على الأطعمة.
بدأ بصناعة صندوقٍ وجعل به فتحةً صغيرةً تسمح بمرور أشعة الميكروويف وتحتفظ بالحرارة وتمنعها من الهرب، وهذا الصندوق عبارة عن الميكروويف، ثم بدأ العلماء يُدخِلون على هذا الصندوق التطورات والتحديثات إلى أن وصل إلى الشكل والمواصفات الموجودة حالياً، وقد تم تصنيع جهاز الميكروويف بشكلٍ رسمي عام 1971م.
خطورة الميكروويف
يعتمد مبدأ تسخين الطعام في الميكروويف على قيام الأشعة بتبخير جزيئات الماء الموجودة بين ذرات الطعام، وبالتالي توفير طاقةٍ حراريةٍ تقوم بتسخين الطعام، ففي الوضع الطبيعي لا توجد أية مخاطر من الميكروويفـ، حيث إنّ الجدران في الداخل تمنع هذه الأشعة من التسرب إلى الخارج.
لكن عند حدوث أي تغيير على ترتيب تحرّك الأشعة في داخل الميكروويف فإنه قد يصبح خطيراً، مثل أن تتأين هذه الطاقة بسبب وجود قطعةٍ معدنيةٍ داخل الميكروويف بعد تشغيله، حيث ينتج هناك ما يشبه الجدار بين هذا الجسم وباب الفرن على شكل هواء متأين كالذي ينتج من السحابة الرعدية، ويكون هذا الهواء ناقلاً للتيار الكهربائي.
كما تكمن خطورة الأشعة بأنها تنتج فرق جهد عالٍ جداً يعتبر مميتاً في حال تعرّض له أي إنسان. كما أنَّ بعض التجارب الروسية أشارت إلى أنَّ التعرّض باستمرار لهذه الأشعة من شأنه أن يسبب الأمراض مثل السرطان على المدى البعيد.