المد والجزر
يشهد البحر عددا من الظواهر الطبيعية ومن بينها ظاهرتا المد والجزر، وتمر المياه خلال هذه الظواهر بمرحلتين، تتمثل المرحلة الأولى بالمد إذ يرتفع فيها منسوب المياه مؤقتا بشكل تدريجي فوق سطح المحيط أو البحر، أما المرحلة الثانية وهي الجزر إذ يتعرض فيها منسوب المياه للانخفاض دون مستوى سطح البحر، وتنشأ هذه الظاهرة نتيجة اجتماع عدد من التأثيرات بين قوى جاذبيتي القمر والشمس بالتزامن مع دوران الأرض حول نفسها أي تشكل ما يسمى بقوة الطرد المركزية.
تتفاوت أنواع المد والجزر وفقا للمدة التي تحتاجها لتكرار حدوثها، إذ إن هناك نوعا يحدث كل نصف يوم ويسمى بالمد النصف يومي وتتساوى بهذه الحالة الذروتان، وكذلك الأمر بالنسبة لحضيضي الجزر، أما النوع الآخر فقد يحدث كل يوم إذ يحدث ذروة واحدة للمد فقط وحضيضا واحدا للجزر ويطلق على هذا النوع المد اليومي، أما النوع الثالث وهو المد المختلط وهو ذلك النوع الذي يتزامن به حدوث نوعين من المد والجزر في اليوم ذاته.
تتفاوت نسب ارتفاع وانخفاض المياه في ظاهرتي المد والجزر وفقا للموقع الجغرافي، إذ يختلف ذلك في المناطق الكائنة في القطب الشمالي من الكرة الأرضية عن تلك الواقعة في قطبها الجنوبي مرورا بخط الاستواء، إذ تتراوح ارتفاعات منسوب المياه في بعض المناطق إلى ما يفوق المئتي سم تقريبا بينما لا تتجاوز في مناطق أخرى 30 سم.
خصائص المد والجزر
- أعلى المد: ويسمى أيضا بذورة المد، وهي تلك الفترة الزمنية التي يصل فيها منسوب المياه إلى أعلى مستوياته.
- حضيض الجزر، وهو الفترة الزمنية التي ينخفض فيها مستوى المياه إلى أدناه.
أهمية وفائدة المد والجزر
- تؤدي دورا هاما بتطهير البحار والمحيطات وتخليصها من الشوائب.
- تطهر مصبات الأنهار مما علق بها من الرواسب.
- تستخدم كأسلوب لتحديد مواعيد رحلات السفن وخاصة حالات الدخول إلى الموانئ القريبة من المناطق الضحلة.
علاقة المد والجزر بالقمر
ترتبط ظاهرة المد والجزر ارتباطا وثيقا بحركة الشمس والقمر والأرض، إذ تبدأ هذه الظاهرة نتيجة تأثر مياه البحار والمحيطات بجاذبيتي الشمس والقمر بشكل كبير ويعزى السبب في ذلك إلى كون القمر يكون هو الأقرب إلى الأرض فيكون تأثيره على الأرض أكبر من الشمس بالرغم من صغر حجمه، وبذلك فإن القمر هو العامل الأساسي لحدوث هذه الظاهرة، ومن الجدير بالذكر أن الكرة الأرضية تمر خلال دورانها بالقمر ففي كل مرة يحدث المد في مكان ما وفقا للواجهة القريبة من القمر وبذلك فإن المدر والجزر يحدث مرتين يوميا أي كل اثنتي عشرة ساعة، وكما يؤثر القمر تأثيرا واضحا في ارتفاع المد ويكون ذلك بموقع القمر في مداره بالنسبة لكوكبي الشمس والأرض.
وتكون ظاهرة المد والجزر في قمة نشاطها عندما يكون القمر محاقا أو بدرا، إذ يرتفع منسوب المياه إلى أقصى حد ويعود السبب في ذلك إلى وقوع الشمس والقمر باتجاه واحد ويكون تأثير ونتائج القوة القمرية أي جاذبيتها عند أقصاها، ويكون له تأثير ونتائج كبير في هذه الظاهرة أيضا عند حدوث الكسوف، أما في الأسبوعين الأول والثالث من الأشهر القمرية فيعتبر المد ضعيفا وذلك وفقا للموقع الذي تشغله الشمس والقمر إذ يقع كل منهما في ضلعي زاوية يكون رأسها مركز الأرض، ونظرا للعلاقة الوثيقة التي تربط القمر بالمد والجزر سميت طاقة المد والجزر باسم الطاقة القمرية، إذ إنها تلك الطاقة الحركية التي تحدث نتيجة تأثير ونتائج الجاذبية القمرية والشمسية ودوران الأرض حول محورهها وتخزينها بالتيارات المائية، وهي من أنواع الطاقة المتجددة.