اوبسالا - السويد الساعة التاسعة صباحاً:
تأمل قطرات المطر على زجاج نافذته، تقدم بطرق وخطوات بطيئة إلى باب منزله الخشبي، فتح الباب ونفث ما تيسر من هواء دافئ، انحنى قليلاً ، أخذ تلك الصحيفة من صندوقها، وعاد مسرعاً من حيث أتى.
جلس بالقرب من الموقد، قلّب صفحات الصحيفة على عجل، وصل إلى اخبار الشرق الأوسط، لفت انتباهه خبراً مروساً بأعلى الصفحة وفي منتصفه صورة لفتاة سمراء، كانت ترتدي زي بلاده التي أتى منها، كأنها يعرفها، تأملها قليلاً وذهب بعينيه إلى الكلمات وعبارات ذات الخط العريض.
أبحر في ثنايا الذاكرة واجترّ تلك اللحظات في حديقة الطيور التي احتضنت لقائهما الأول، تذكر رائحة عطرها وصوت ضحكاتها.
استنشق الهواء بشراهة وهو يغمض عينيه وادرك ان تلك الفتاة هي نفسها حبيبته الأولى قبل أن تشاء الأقدار وتفرّقهم قسوة الحياة.
دخلت زوجته الشقراء فخبأ صحيفته وراء ظهره، وشائت الأقدار مجدداً ان يفارق حبه الأول مرة أخرى ولكن هذه المرة بسبب رغد الحياة.