العلاقة الزوجية من أشرف العلاقات الإنسانية التي كرمها الإنسان، ووضع لها من القيمة الكثير في دين الإسلام وفي دين المجتمع الإسلامي، فكانت دومًا الأسرة في المجتمع الإسلامي من أسس تكوينه الأساسية التي لا يصح بناء المجتمع إلا بها، لذلك نهى الزوجين عن خيانة بعضهما البعض وشدد في العقاب على من يخون زوجه من الذكر أو الأنثى.
يخون الزوج زوجته والزوجة زوجها في تدريج من الأمور، فمحادثة الرجال والنساء ممن يبغضه الزوج أو الزوجة خيانة فلا مكان للأصدقاء في حياة الزوج أو الزوجة دون إذن منه، أما عن أعلى الدرجات فهي مجامعة امرأة لا تحل أو رجل لا يحل لها، وفي ذلك درجات من الحفاظ على المنزل وضمان الحياة الكريمة فهي درجات للخيانة بناء على الحب الذي بينهما.
يمكن لاختلاف الثقافات وعادات المجتمع أن تؤثر على مفهوم وتعريف ومعنى الخيانة الزوجية بين الرجل والمرأة بالنسبة للأعراف المختلفة، فتعرف ما هو متعارف عليه بين المجتعات الشرقية على أنه خيانة لا يعتبر كذلك في المجتمعات الغربية والاختلاف في نمط الحياة، فتعرف ما هو معروف بالخيانة في المدن قد يختلف في بيئات الريف وهكذا.
فيجب على كل الشريكين أن يستوعب مفهوم وتعريف ومعنى الخيانة الذي يحتمله عقل شريكه قبل القيام بالبحث في ما إذا كان يخون أم لا أو محاكمته على تصرفاته التي تزعجه أو تزعجها، ومن المهم شديد الأهمية وفائدة أن لا يسمح الزوج أو الزوجة للشك بالدخول إلى حياته فلا يبدأ قراءة التصرفات وهو لا يملك دليلاً واضحًا على ذلك، فعليه بالدرجة الأهم أن لا يالبحث عن الدليل، ولا يسيء الظن بشريكه مهما كان بأن يجعله خائنًا لبعض التصرفات الغريبة التي تظهر منه كعدم الاهتمام أو تذكر المواعيد فإن هذا ليس مؤشرًا على الخيانة، وقد يكون بسبب ضغط العمل أو الانشغال في عدد من الأمور التي تشغله عن زوجه بعض الشيء فيجب على الشريك الصادق المحب أن يعذره ويختلق له الأعذار ما أمكنه.
فإذا فهم الشريك نظرة شريكه إلى الخيانة والغدر أولاً ثم وضع الشك جانبًا ولم يبادر إلى توجيه الكلمات وعبارات الجارحة أو التي تدل على التخوين للشريك والتوقف عن الشك بالآخر ووضع الطرف الآخر محل الاختبار، لأن أحيانًا كثيرة تكون مثل هذه التصرفات هي السبب والدافع التي تدفع الشريك إلى الخيانة لملله من النوع المرضي الذي يصيب العلاقة في مطعن قتل، ولهذا يجب على الزوجين الابتعاد عن التسرع في الحكم على الشريك وفهم الثقافة التي خرج منها من المجتمع، وأيضًا الابتعاد عن الشك والطعن دون دليل واضح تراه هي بعينها وليس ينقل من الآخرين، وأحيانًا حتى تكون الرؤية خادعة فيكون الشريك في وضع خاص يصيبه كثيرًا للحفاظ على كثير من الأمور، فلهذا على الشريك التريث في كل الأمور، ولا يدع الخيانة تطرق ووسائل عقله ومضمونه أبدًا، بل يعتقد بزوجته الصلاح دوما والعفة.