أن تحظى باهتمام النّاس ومحبّتهم أمر ضروري لاستمرارك في الحياة، فهو يعطيك دفعة من الطّاقة الإيجابيّة التي تحوّلك من إنسان عادي إلى آخر يستحوذ على جزء من قلوب الآخرين، وأن تكون محبوباً ليس أمراً سهلاً كما يتخيّله البعض، إذ على الفرد أن يقدّم الكثير من التنازلات لأجل الآخرين، مثل أن لا يتكبّر، ولا يتفاخر عليهم، ولا يسوده الغرور في الحديث.
أولاً وقبل كل شيء، علينا أن نتعلّم معنى التسامح والغفران وكيف أن تحسن للعبد كأنّك تعبد الله فتراه، فالتمس للنّاس من السبعين عذراً، عذراً واحداً أو عشرة، فإن تعرّضت لأذيتهم فلا تجازيهم بالمثل، عاملهم بالأحسن، واجعل صدرك واسعاً، يحتمل جميع "التراشقات" البشرية.
وابتسم، فالابتسامة تسحر من حولك، تعطيهم بابتسامتك بطاقة الولوج إلى عالمك وشخصيّتك، فتجذب من حولك إليك دون أن تكلّف نفسك، في كثير من البلاد مثل الصّين واليابان، يتعلّم الطلاب الإبتسامة بوضع قلم الرّصاص بين شفتيهم، ليتعوّدون البشاشة و الطّلاقة على مدار اليوم، فتقابل البشر أينما حللت.
ولا تحقد على أحداً، ولا تضغن فمن أساء إليك إنّما سوءه على نفسه، ومن يحسدك فالحسد سوف يقتل صاحبه، ومن يعتابك هنيئاً لك فقد أخذ من سيئاتك و أثقل ميزان حسناتك، كُن صافياً كالماء الزلال، نقي السريرة التي لا تشوبها شائبة.
وتمتّع بالأخلاق الحميدة، كالكرم والجود، والكلمة الحسنة التي تؤثّر في السامع كتأثير ونتائج السحر، زن كلماتك جيداً قبل أن تنطق بها، وحدد الغاية منها و الهدف، فاللّسان خلق بلا عظام، لكنّه قد يجرح قلوباً، ويكسر ضلوعاً، ويفسد حيوات كثيرة.
كُن مصغياً، استمع لمن يكلمك لا تقاطعيه في كلامه حتى ينتهي، أشعره بانتباهك، وأومئ له برأسك، حتى تدلل له على أن مستمع لكل ما يقول.
أعطي نصيحتك إن لزم الأمر والموقف، وأعطي إرشاداتك ومشورتك ورأيك إن طلبوها منك، ولا تبخل بعلمك، فمن يحبس علمه يقيد بلجام من نار.
الإهتمام، يريد أن يشعر به الجميع، اهتم بمن حولك، سل عن أحوالهم، وكيف تجري أمورهم اليوميّة، ومستجداتهم، اهتم بهم ليهتموا بك.
كُن أنتَ المبادر ألم يأتِ يوماً تساءلت به لماذا أكون أنا أول من يفعل الأمر؟، لما لا يأتي صديقي بنفسه إليَّ؟ هذا السؤال الذي تطرحه على نفسك سيدمر علاقاتك بسهولة، لأن الحياة مشاغل قد ننسى الاتصال بأحد ما في خضم الأحداث اليومية المتتالية، لكن هذا لا يعني أن الفرد ينسى، فربما ظروف لا نعرفها قد تمنعه من السؤال، كُن أنت المبادر ولا تمِل، اصنع أثرك إلى ما لا نهاية.
إذا تلقيت خدمة فاشكر من قدمها لك، فمن لا يشكر النّاس لا يشكر الله، إذا مدحك أحد ما كن لطيفاً، وإن ذمك قل: سوف أعمل على إصلاح نفسي.
إن أعظم حصاد بالدنيا هو حصاد قلوب الناس، أنت تزرع اليوم بالفعل، لتجني غداً ريحاً طيّبة، تعبر خلفك، وتقول لقد كان هذا الإنسان هنا، محبوباً بين النّاس مزروعاً زهرة في قلوب الجميع، يسقونها بدمائهم، قد تذهب بجسدك، لكن أعمالك ستبقى في الدّنيا والآخرة، فاختر سبيلك بيديك.