الحياة الزوجية هي وطن الزوجين، وفيه يجد الزوجين الاستقرار والهدوء والمرح الذي قد لا يجدونه في علاقاتهم الاجتماعية مع من حولهم، وحتى لو وجدوه لن يكون بجمال وخصوصية العلاقة الزوجية لما تحمله هذه العلاقة من خصوصية قدسية، وإنسانية، علاقة مودة ورحمة، وحنان، حب تجمع بين الأزواج ليستطيعوا من خلال هذه العلاقة أن يحصلوا على الرضا الداخلي ويتحلوا بالقوة لمواجهة أعباء الحياة، وتربية الأبناء،و لعب دور هام في الحياة يقدم كل واحد فيه شيء جميل ومميز لوطنه، لأن الأناس وفي كل المقاييس وعلى كل الأصعدة لم يخلق عبثا، وهناك دورا هاما عليه أن يلعبه في حياته، لكن متى كانت هذه العلاقة عكس ما سبق بمعنى أن لا تجد الزوجة سكينتها وطمأنينتها وأمانها وراحتها مع زوجها ، وأيضا لا يجد الزوج راحته وسعادته وهنائه مع زوجته تصبح هذه الحياة الزوجية وهذه العلاقة التي تجمعهم مشوهة، تشوبها الكثير من الشوائب، بل وأكثر من ذلك عندما يصبح الزوجين مجرد أشخاص يثير كل واحد منهم الاستفزاز والحنق والغضب في نفس الآخر، ويتحول المنزل إلى ساحة قتال، وتصبح الحياة معركة، ويفقد كل واحد منهم الثقة بالآخر، بل ويعتبره عدوه الأول ، وتصبح أمنيته في الحياة الانتهاء والتخلص من هذا العدو، عندها إما أن يكون لدى الزوجين طاقة كبيرة وشجاعة عظيمة لمواجهة أخطائهم ، وعدم لوم الآخر وفحص وتشخيص المشكلة وتقبل العلاج و دواء حتى لو اضطرهم الأمر إلى الذهاب إلى أخصائي لمساعدتهم في حل مشاكلهم، وعدم السماح للأهل والأقرباء أن يتدخلوا وأيضا الناس الأغراب لأن نفوس الناس عموما ليست نظيفة ولا يصح أن يسلم الزوجين أسرار حياتهم ومشاكلها على أناس غرب قد يفسدون العلاقة أكثر وليس لهم طاقة على حلها، إن لم يكن هناك نية سيئة بالقضاء عليها، ومن أهم الأمور يجب على الزوجين أن لا يكونوا لئيمين ويتلفظوا بألفاظ جارحة أو ينتقدوا شريكهم انتقاد لاذع ومهين، لأن بعض الأمور التي تقال في ساعة عصبية ولحظة استفزاز تحفر في الذاكرة إلى الأبد، وكلمة الاعتذار حينها لن تصلح شيء، وفي النهاية لو وصلت العلاقة إلى آخر النفق، وليس هناك سوى صخرة كبيرة لا تزاح، والظلام يسود المكان، لابد أن يعرف الزوجين حكمة الله تعالى من قوله : " وتفريق بإحسان" وهنا على كل منهم إيفاء التزاماته للآخر قدر المستطاع، والانسحاب بهدوء وسلام دون التشهير بالآخر وإيذائه ، ويتذكر كل واحد منهم أن هناك سقف ووسادة قد جمعتهم يوما ما ، وعلى كل واحد منهم أن يظهر كرم أخلاقه وحسن تربيته ومدى إنسانيته، وعدم استغلال الطلاق كوسيلة لإذلال الآخر.