مخطئ من يظن أن الأناقة لا تكون إلا في المظهر والشكل والهندام فقط ، إن الأناقة عقد متلاصق الحلقات فإذا ما انفرطت فيه حلقة انفرط العقد بأكمله على أثرها ، إن الأناقة لا تتجزأ ، فالأنيق في مظهره يجب أن يكون أنيقاً في جوهره ، وإلا لظهر الزيف المقيت على حركاته وتصرفاته ، ولبات مثل الغراب الذي أراد أن يقلد الحمامة ، فما استطاع أن يقلدها وما استطاع أن يعود مرة أخرى لطبيعته التي كان عليها . فلكي تكون أنيقاً تحرّى النقاط التالية لكي تكون جزءاً من شخصيتك المتكاملة:
- أولاً : يقول الرسول : " أطلبوا الخير عند حسان الوجوه " ، وحسان الوجوه هنا هم من يراعون النّظافة وحسن الطلّة وعذوبة البسمة في وجوههم ، فوجهك هو عنوان كتاب روحك ، فاحرص أن يكون العنوان جميلاً.
- ثانيا :" خذوا زينتكم عند كل مسجد " والمسجد هنا ليس دار العبادة كتعرف ما هو معروف فقط ، وإنتعرف ما هو كل مكان يجتمع الناس فيه ولتقون عنده ، فاحرص على أن يكون هندامك وملابسك متناسقة وجميلة دون بذخ وترف زائد ، فالزيادة فوق الحد في الشيء نقصان .
- ثالثاً : فكما تحرص على أن تكون أنيقاً في هندامك ، احرص أيضا أن تكون رائحتك أنيقة ، تطيّب بعطر جميل ، فرائحة العرق وأية رائحة كريهة تثلم أناقتك وتجرحها وتنفيها .
- رابعاً : كن أنيقاً في كلامك وخطابك ونقاشك وحوارك ، فكما أن للثياب أناقتها ، فان للحروف والكلمات وعبارات والجمل والعبارات وكلمات وعبارات أناقتها كذلك .
- خامساً : احرص على أناقة حركاتك وإيماءاتك وانفعالاتك وأفعالك وردود أفعالك ، فحركات الجسد يجب أن تكون أنيقة دوماً .
- سادساً : وأهم من كل ما ذكرناه ، احرص على أناقة روحك وأفكارك ومزاجك وطموحاتك وخيالاتك وأحلامك ، واجعلها تنمو في فضاء كله خير ومحبة وعدل وإيثار وعطاء وإنصاف .
لكي تكون أنيقاً ، أنظر في أعماق روحك ، واستحضر الشخص الذي تحلم أن تكونه ، واجعله يتجسد واقعا حقيقيا أمامك .