يشعر الرّجل وتشعر المرأة بالغيرة حين يحبّون شخصاً معيّناً ، فتراهم يحرصون عليه حرصاً كبيراً ويتمنّون في أنفسهم لو أنّهم يضعونه في غرفةٍ محكمةٍ ويغلقون عليه بعيداً عن أعين النّاس ، وتزيد هذه الحالة تبعاً لما يتميّز به الحبيب من صفاتٍ تجعل الغيرة عليه أدعى وأشدّ ، فقد يكون الشّريك جميلاً جمالاً ملفتاً ، أو قد يمتلك شخصيةً جميلةً محبّبة للنّفوس ، فيبقى الغيور قلقاً على حبيبه ، خائفاً أن يتخطّفه أحد أو أن يسرقه منه ، ولاشكّ بأنّ هذا النّوع من الغيرة يوجد عند الكثير من النّاس ولكن يجب أن يكون بحدود وضمن ضوابط حتى لا يتحوّل إلى حالةٍ مرضيّةٍ مزعجة .
ومن ضمن الما هى اسباب التي أدت إلى أن يغار كثيرٌ من الرّجال و النساء على شركائهنّ عدم انضباط الكثير من النّساء أو الرّجال بأخلاقيات المجتمع الذي يعيشون فيه ، فترى المرأة تخرج من بيتها متعطّرةً متزيّنة بأبهى حلّتها ، وكذلك ترى الكثير من الرّجال لايعرف التّعطر والتّزين إلاّ عند خروجه من المنزل ، وتراه يحلّل لنفسه ويجيز ما لا يجيزه لزوجته ، فيتحدّث عن زميلاته في العمل أمام زوجته وكأنّه لايدري بأنّ زوجته قد تستثار من ذكر أي واحدة منهنّ أمامها ، وتتحرّك مشاعر الغيرة في نفسها والتي قد تحملها على الشّك في زوجها ومدى انضباطه في الحياة .
كما ساهمت الفضائيّات التّلفزيونيّة بما تبثّه من مغريات ونساءٍ فاتناتٍ على حمل كثيرٍ من النّساء على الغيرة على أزواجهن ، فترى الزّوجة تكره أن ينظر زوجها إلى غيرها حتى لو كانت المرأة التي ينظر إليها على شاشة التّلفزيون ، وفي هذه الحالة على الرّجل حقيقةً أن يتجنّب ما استطاع استثارة غيرة زوجته وأن لا يتقصد إمعان النّظر إلى ما يغضبها .