المسلم
مما لا شك فيه أن كل من ينطق بالشهادتين" أشهد أن لا إله إلا اله، وأشهد أن محمدا رسول الله" قد دخل الإسلام، ولكن توجد درجات في إسلام المرء، فكلما التزم المسلم بأوامر الله تعالى ارتفعت درجته عنده عز وجل، كما أن الجنة والنار فيها درجات فليست كلها واحدة لجميع الناس وإنما يدخل كل حسب عمله. كثيرا ما يتساءل المسلمون عن الصفات التي تتوفر في المسلم ليتم وصفه بأنه من عباد الرحمن، فتعرف على ما هى هذه الصفات؟
صفات عباد الرحمن
قال الله تعالى: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما... والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما".
- الالتزام بأداء العبادات والطاعات التي فرضها الله تعالى على المسلمين، والابتعاد عن كل ما حرمه عز وجل طمعا في كسب رضاه عز وجل والفوز بنعيم الجنة؛ فالمؤمن الصادق هو من يرى أي ذنب يرتكبه من دون قصد بأنه كبير ويجب الاستغفار والتوبة منه، بينما من لا يستشعر عظمة الله تعالى والخوف منه عز وجل فإنه لا يأبه بما يرتكب من صغائر الذنوب وهو بعيد كل البعد عن عباد الرحمن.
- الاتصاف بالأخلاق الكريمة والفاضلة مثل الصدق مع النفس ومع الناس، والأمانة والإخلاص لله تعالى في العمل، وحب الخير والعطاء، والمسامحة والصفح عن الآخرين والابتعاد عن مقابلة الإساءة بالإساءة بل مقابلتها بالإحسان، والعفو عن المسيء، قال تعالى "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم"، وقال تعالى "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".
- الإيمان بالله تعالى وبكل ما يوحي بذلك حتى من غير البراهين والأدلة؛ فعباد الرحمن هم من يؤمنون بالغيب بكل حيثياته، فبعض الناس قد لا يؤمنون إلا بما يشاهدونه بأعينهم أو يشعرون به بحواسهم ويدركه عقلهم، وهذا يتنافى مع صفات الرحمن والإيمان بالغيب، فكل ما يتعلق بالله تعالى هو من علم الغيب لا نعلم منه إلا ما نزل في القرآن الكريم أو وضحه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، والإيمان بالغيب يتطلب درجة عالية من الإيمان بالله تعالى والثقة به.
- المشي في الأرض بوقار وسكينة بعيدا عن التكبر والخيلاء، وإنما يكون المسلم متواضعا لله تعالى من غير تصنع أو تكلف، ولطيفا في تعامله مع الآخرين ورزينا يعلم متى يضحك ومتى يتكلم ومتى يلتزم الصمت، قال تعالى": وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا".
- الإنفاق من دون تبذير أو إسراف ومن دون تقتير فقد وصف الله تعالى عباده بأنهم معتدلين في الإنفاق فلا زيادة ولا شح أو بخل.