الزئبق
اعتقد الكيميائيون قديماً بأن الزئبق يسيتطيع تحويل الكثير من المعادن البسيطة إلى ذهب، فعملوا على ابتكار العديد من التجارب لتحقيق ذلك، إلا أنها جميعها ذهبت هباءً منثوراً؛ فقد قام العلامة أبو بكر الرازي باكتشاف الآثار الضارة لاستخدام الزئبق ومدى سمّيته حتى لا يتم استخدامه في الكثير من الصناعات وتحديداً الأدوية.
وتوالت الأبحاث بعد ذلك، والتي تم من خلال معرفة كل شيء يتعلق بهذه المادة، فكانت النتيجة بأنه عبارة عن مادة كيميائية فضيّة اللون، تُصنّف ضمن إحدى عناصر الجدول الدوري الكيميائي العالمي.
طبيعة الزئبق
يرمز للزئبق بالرمز Hg، بحيث يكون عبارة عن سائل على درجة حرارة الغرفة العادية؛ ونتيجةً لقدرته على الانسياب بسرعة يطلق عليه أحياناً اسم الفضة السريعة، أمّا عن وزنه الذري فيساوي 200.59 وعدده الذري يساوي 80، وينصهر تماماً على درجة حرارة تصل إلى 38.87 درجة مئوية، ويغلي على درجة 356.58 درجة مئوية، وغير معروف إلى الآن من الذي قام باكتشافه، إلى أن الكثير من الكتب والدراسات تبين بأنه استُخدِمَ من قبل المصريين والصينين والإغريق أيضاً.
مصادره وأماكن تواجده
مقارنة بالعناصر الفلزية الأخرى يوجد الزئبق بكمية قليلة في القشرة الأرضية، ولكن لوجود الكثير من الرواسب التي يوجد بداخلها الزئبق؛ يعتبر من أكثر العناصر تواجداً، علماً بأن الزئبق المستخدم والمنتشر بين الناس هو المصنوع من مادة تسمى الزنجر، والتي تتكون من الزئبق الممزوج بالكبريت، أمّا الزئبق النقي فيمكن الحصول عليه عن طريق تسخين مادة الزنجر بوجود هواء؛ حتى يتفاعل الأكسجين مع الكبريت الموجود في المادة نفسها، ليتكون غاز ثاني أكسيد الكربون ويبقى الزئبق في النهاية، وبناءً على ذلك قسّم الكيميائيون الزئبق إلى مجموعتين رئيستيْن وهما:
- مركبات الزئبقوز أو زئبق I: والتي تتكون من كلوريد الزئبق المعروف باسم الكالوميل، إضافةً لكبريتات الزئبقوز، وتستخدم كمادة مطهرة للعديد من الميكروبات كالبكتيريا، وكأنزيمات تزيد من سرعة الكشف عن بعض المركبات الكيميائية العضوية.
- مركبات الزئبقيك أو زئبق II: والتي تتكون من كلوريد الزئبقيك، المعروف باسم السليماني لشدة سمّيته، وتستخدم كمادة مطهرة للجروح، وفي صناعة العديد من الصبغات وتحديداً الحمراء.
ويوجد الزئبق في العديد من الكائنات الحية التي يتغذى عليها الإنسان، كالنبات والحيوان، وبعض أنواع الأسماك واللحوم الأخرى والبيض والقمح، إضافةً إلى وجودها في الكثير من مواد التجميل وحشوات الأسنان، ويمكن استخدامها في صناعة ملينات الأقمشة والأحبار وتحديداً التي يستخدمها العمال في المطابع، وتوجد أيضاً في المواد التي تستخدم لرسم الوشم، وفي بعض أنواع واقيات الأخشاب ومواد الورنيش والبلاستيك، إضافةً إلى بعض أنواع الأدوية والعقاقير.