جدول المحتويات
نرى في حياتنا الدّنيا أمثلة ونماذج لأناس يقضون جلّ حياتهم وهم يكدّون ويتعبون وينصبون وهم يسعون لجمع المال من أجل غاية يرونها كبيرة وأمنية يعتبرونها عظيمة، وهي بناء بيتٍ وتشييده بل ويسمّونه بيت العمر وكأنّهم سيخلدون على هذه الحياة الدّنيا، وما درى هؤلاء أنّ الحياة على هذه الدّنيا إنّتعرف على ما هى كرحلة عابر السّبيل الذي يمرّ بالشّيء ثمّ يرحل عنه ويتركه.
الدّنيا وإن طال المقام بها زائلة لا محالة ثمّ تكون هناك الحياة الآخرة التي يجب أن يعمل المسلم من أجلها ويكدّ ويتعب من أجل مرضاة الرّحمن جلّ وعلا ونيل جنّته، وأن يسعى لأنّ يبني في الجنّة بيتًا له وقصرًا يكون له فيه الخلود والنّعيم المقيم، وإنّ هذا يتحقّق بعدّة أمور.
كيف تبني قصراً في الجنة
- أن يبني المسلم في الدّنيا بيتًا لله؛ حيث إنّ بيوت الله على الأرض هي المساجد التي يجتمع فيها المسلمون للصلاة خمس مرات في اليوم واللّيلة وهي أطهر البقاع في الأرض، وفي الحديث من بنى لله بيتًا بنى الله له بيتًا في الجنة.
- أن يذكر العبد المسلم الله تعالى عند حلول المصائب وفقدان الأحبّة، وأن يقابل ذلك بالحمد والاسترجاع؛ لأنّ ذلك نوع من أنواع الابتلاءات والتّمحيص، وفي الحديث أنّ العبد إذا مات ابنه سأل الله عزّ وجل ملائكته هل قبضتم ابن عبدي، فيقولون نعم، فيقول هل قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون نعم، فيقول سبحانه وماذا قال عبدي، قالوا حمدك واسترجع، فيقول الله عز وجل ابنو لعبدي بيتًا في الجنًة وسمّوه بيت الحمد .
- المواظبة على أذكار معيّنة، ففي الحديث الشّريف أنّه من قرأ سورة الإخلاص عشر مرّات حتّى يختمها بنى الله له بيتًا في الجنّة وفي رواية أخرى قصرًا في الجنّة، ولا شكّ بأنّ سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن .
- ترك آفات النفس واللّسان ومنها الكذب عند المزاح والجدال مع النّاس وسوء الخلق؛ ففي الحديث الشّريف أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة لمن ترك المراء ولو محقًا، وزعيم بيتٍ في وسط الجنّة لمن ترك الكذب ولو مازحاً، وزعيم ببيتٍ في أعلى الجنّة لمن حسن خلقه، وزعيم تعني ضامن وكفيل.
- الحرص على أداء السّنن الرّواتب التي ترافق صلاة الفريضة، وفي الحديث أنّه من صلّى اثنتا عشر ركعة في اليوم واللّيلة بنى الله له بيتًا في الجنّة .
- سد الفرج التي تكون بين المصلين في صفوف الصّلاة، وفي الحديث الشّريف من سدّ فرجة بنى الله له بيتًا في الجنًة .