لا يمكن أن يتصور الإنسان حياته من دون الحلم، فالحلم هو الوقود الذي يديم حياة الانسان جميلة، و هو ليس فقط خيالات و اوهام، بل هو أساس الحقيقة و اساس المستقبل، اللبنة الأولى و التي يبني عليها الانسان حياته الطويلة التي ما كانت لتوجد لولا حلم من سبقوه في تكوين اسرة جميلة يكون هو بذرتها ونتيجها. فالحياة عبارة عن تراكم احلام، أحلام سعى من سبقونا في رحلة الحياة إلى تحقيقها، و تركوا لنا مهمة اكمال ما بدؤوا به، فالحياة بمجملها كلوحة فسيفسائية كبيرة، كل إنسان يأتي إليها ليضع قطعته الخاصة به، فتتشكل في النهاية صورة معبرة، يراها الناظر فيعجب بها لجمالها ودقة تكوينها، وبراعة من وضعوا قطعهم عليها.
من هنا نكتشف ونرى أن حياتنا لن يكون لها أي معنى دون أن يكون لدينا حلم نسعى بكل جهدنا وطاقتنا إلى تحويله إلى حقيقة، فالحلم حتى يتحقق يجب أن يكون مقترناً بهدف او مجموعة أهداف توضع بجانب بعضها البعض ليصار إلى تنفيذها في النهاية والاستمتاع بالنتيجة، الحلم كفكرة البناء والهدف هو مخطط البناء والعمل من اجل تحقيق الهدف هو تنفيذ المخطط على ارض الواقع ورصف الحجارة ومواد البناء بجانب بعضها البعض. فلا يمكن لحلم أن يتحقق بدون وجود رؤية واضحة وعمل متعب مضني مجهد للوصول الى المبتغى، فهذه هي سنة الحياة.
والحلم يزداد جمالاً عندما يكون حلماً جماعياً يراود عددا كبيرا من الناس او انه على الاقل يراود شخصان معاً كزوج وزوجته على سبيل المثال، إذ أن هذا النوع من الاحلام يتطلب عملاً جماعياً جميلاً لانجاز المهمة المطلوبة وبالتالي تحقيق هذا الحلم، فهنا الاستمتاع في النتيجة النهائية سيكون مضاعفاً جداً، اذ انه سيخلد في التاريخ، نجاح جماعة ما في امر معين، ومن أبرز أشكال الأحلام الجماعية، الحلم بالوحدة والحرية والعيش الكريم والسلام والرخاء الاقتصادي وما إلى ذلك من أحلام تراود الأمم والشعوب على اختلاف الزمان والمكان. وكم خلد التاريخ لنا شعوباً حلمت يوماً ما بالحرية والكرامة والهناء ونالت مرادها ومبتغاها ولو بعد حين، فلم تحقق هذه الشعوب أحلامها بانتظار المعجزات بل عملت على ذلك وطورت من نفسها وجاهد وكافحت وناضلت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه.
وفي النهاية فالطريقة المثلى لتحقيق الاحلام باختصار هي وضع الهدف والعمل علي تحقيقه ليل نهار وبجهد متواصل غير منقطع ومن ثم سيتحقق الحلم تلقائياً بعد ذلك.