تشكّل الصّداقة عنصراً هامّاً في حياة أيّ إنسان ، فالصّداقة من الصّدق لغةً ، و قديماً قيل صديقك من صدقك ، فالصّديق هو الإنسان الذي يقف مع صديقه في السّراء و الضّراء ، و لا يخذله حين يلجأ إليه ، يستمع إلى صديقه و يبوح إليه بأسراره ، إذا غاب عنه افتقده ، و إذا تكلّم النّاس عنه بالسّوء دافع عنه بكلّ ما أوتي من قوّة ، لذلك كانت الصّداقة و الالبحث عن صديق حقيقيّ للإنسان غايةً منشودةً للكثيرين ، و خاصّة و نحن نعيش عصراً كثرت فيه المشاكل وعيوب و التّحديات ، و كان لزاماً على الإنسان أن يالبحث عن صديقٍ يعينه على اجتياز العقبات ، و يشاركه همومه و أفراحه ، و يتعتبر الحصول على صديقٍ تحدّياً يتطلب مهاراتٍ بشريّةٍ في التّعامل مع النّاس و كسب ودّهم ، إلى جانب ما يفطر عليه بعض النّاس من صفاتٍ خلقيّةٍ تجعلهم يتودّدون إلى النّاس و يألفونهم ، و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم أنّ من خير المسلمين من يألف و يؤلف ، و يجب أن يدرك الإنسان أنّ الأرواح جنودٌ مجنّدةٌ فما تعارف منها ائتلف ، و ما تناكر منها اختلف ، فوجب على الإنسان أن يبحث باستمرار عمّا يشترك به مع الآخرين من صفاتٍ خلقيّةٍ و بالتّالي يكون قادراً على بناء صداقاتٍ حقيقيّةٍ ، و تبقى هناك طرقٌ و أساليب تساعد الإنسان عل اكتساب مزيد من الأصدقاء نذكر منها :
الابتسامة و إلقاء السّلام على من تعرف و من لا تعرف ، فالتّبسم في وجوه النّاس يولّد في نفوسهم آثاراً سحريّةً تجعلهم يألفون و يحبّون من يتبسم في وجوههم ، و قد حثّ النّبي على التّبسم حيث قال تبسّم المؤمن في وجه أخيه صدقة ، كما لا يخفى على أحدٍ دور السّلام بين النّاس حيث قال النّبي صلّى الله عليه و سلّم لصحابته ألا أدلّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السّلام بينكم .
التّحلي بالأخلاق الحميدة ، فالنّاس بطبعهم يحبّون الشّخص الذي يكون قدوةً في أفعاله ، و يسعون لكسب صداقته ، لأنّ الإنسان الخلوق الذي يخشى الله تعالى هو الإنسان الأقدر على حفظ العلاقات الإنسانيّة و الصّداقات مع النّاس .