المستقبل
يبدأ الوصول إلى الهدف المنشود بخطوة أولى، أو على وجه الدقّة أكثر بسؤال واحد وهو: كيف سيكون شكل مستقبلي؟
يعدّ المستقبل مبهماً وغير معروف على عكس الماضي والحاضر؛ فهما مكشوفا المعالم والتّفاصيل، أمّا المستقبل فهو مبهم ولا يعرف إلّا حين الاقتراب منه وبشكلٍ كبير، فكلّما اقتربنا من نقطة زمنيّة تقع في المستقبل فإنّنا سنكون أقدر على أن نتنبّأ وبشكلٍ كبير بالتفاصيل الّتي ستحدث عندما تأتي هذه النقطة الزمنيّة الّتي كانت يوماً ما بعيدة. هذا على مستوى التنبؤ أو التحليل، أمّا من أراد أن يصمّم ويشكّل مستقبله بنفسه فإنّه لا يجب أن يُدخل هذا الكلام إلى عقله؛ بل يتوجّب عليه أن يقوم هو نفسه بصياغة مستقبله، فالإنسان صاحب الرؤية والبصيرة هو الّذي يقوم بتشكيل الأحداث، وهو الّذي يسيطر على كلّ ما تقع يده عليه؛ حيث يجب عليه ألّا يدع الأمور هي الّتي تسيطر عليه بل هو الّذي من المفترض أن يُسيطر على الأمور ويتحكّم بها.
طرق وخطوات التخطيط للمستقبل
على الإنسان أن يخطّط لمستقبله كي يحقّق أهدافه المرجوّة، ولذلك عليه اتّباع بعض الخطوات، منها:
- يتوجّب على من يريد التّخطيط لمستقبله أن يعمل على تحديد أهدافه المنشودة والّتي يطمح إليها بدقّة عالية، أمّا من ليس لديه أيّة أهداف فهو إنسان لن يستطيع التّخطيط لمستقبله؛ لأنّ التخطيط يحتاج إلى هدف.
- ينبغي على الإنسان أن يعرف تعرف على ما هى أولويّاته، وأن يعرف كيف سيستغل وقته بكفاءة واقتدار؛ فالأمور الّتي لها أولويّة منخفضة لا يجب أن تأخذ الوقت الأطول، ولا يجب أن تكون على رأس قائمة الأعمال؛ إذ يجب أن توضع الأنشطة ذات الأولويّة المرتفعة على رأس القائمة، وأن يخصّص لها الجزء الأكبر من الوقت.
- يتوجّب أن يتمّ وضع خطة تنفيذيّة للوصول إلى الهدف المنشود؛ حيث يتوجب أن يتمّ تقسيم هذه الخطة الّتي تم وضعها بناءً على الأهداف المرسومة؛ حيث يكون لكلّ هدفٍ خطّة معيّنة لتحقيقه، ومهما صغر هذا الهدف فإنّه يتوجّب أن يكون له خطّته الخاصّة التي بتنفيذها يتحقّق الهدف المنشود. كما يتوجب ألّا يتمّ إغفال وضع خطّة بديلة في حالة حدوث طارئٍ معيّن، فالخطّة البديلة تقلّل من الارتباك، وتعمل على تلافي الفترة الّتي تفصل ما بين حدوث الطارئ وما بين الشروع بخطّة جديدة.
فعند القيام بأداء الطرق وخطوات الثلاث السّابقة فإنّه ينبغي أن يتمّ الانتباه إلى ضرورة أن يكون هناك نوع من الجديّة والمثابرة في العمل؛ حيث إنّ هذا الأمر من شأنه أن يقلّل من حالة اليأس والوقوف عند نفس النّقطة في حالة الفشل.