أول جريمة على الأرض
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان مجبولا على الفطرة السليمة ودين التوحيد وحب المعروف والخير وكراهية الشر والسوء، وقد جاءت الشياطين التي تعهد زعيمها إبليس بغوايتهم لتوسوس للناس وتمنيهم الأماني الزائفة وتعدهم بالعهود الباطلة، وتزين لهم الشر وتحضهم على ارتكابه.
كانت أول وسوسة للشيطان حينما أتى آدم عليه السلام وزوجه في الجنة ليحثهما على مخالفة أمر الله تعالى والأكل من الشجرة التي نهيا عنها، وقد كانت نتيجة ذلك أن أنزل الله آدم وزوجه من الجنة إلى الأرض، وأما الغواية الأخرى التي ذكرت في القرآن الكريم فكانت غواية الشيطان لابن آدم قابيل حينما سول له قتل أخيه هابيل، فتعرف على ما هى قصة هذه الجريمة التي كانت أول جريمة في الأرض ؟ وما هو سبب تسمية مرتكبها بقاتل ربع العالم ؟
قابيل قاتل ربع العالم
كان آدم عليه السلام يعيش في الأرض مع زوجته حواء التي أنجبت له ولدين هما قابيل وهابيل، وقد كان من سنة الله تعالى وتقديره أن حواء تحمل في بطنها في كل حمل زوجين من الذكر والأنثى، فكانت سنة آدم عليه السلام في أن يزوج ذكر كل بطن من أنثى بطن آخر، وقد أراد من ذلك المباعدة والتغريب ما أمكن.
عندما أراد آدم أن يزوج ابنيه قابيل وهابيل اعترض قابيل على مسألة الزواج من غير الأنثى التوأم له، فقد أرادها لنفسه ولم يردها لأخيه لسبب من الما هى اسباب التي لم يرد نص صحيح فيها، وقد حمل قابيل في نفسه الضغينة على أخيه هابيل والحقد بسبب ذلك، وقد عرض عليهما أبوهما آدم أن يقدم كل واحد منهما قربانا إلى الله تعالى، وقد كانت سنة الله في عباده أن يتقبل القرابين من عباده المتقين ولا يتقبلها من العاصين المستكبرين.
قدم هابيل قربانا وقدم أخوه قابيل قربانا، فكانت مشيئة الله تعالى أن يتقبل قربان هابيل ولا يتقبل قربان قابيل، وقد زاد هذا الأمر الضغينة والغيرة في نفس قابيل حتى سول له الشيطان أن يقتل أخاه للتخلص منه، ولم يكن رد هابيل سوى أن يقول: "لئن مددت يدك إلي لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك، فإني أخاف الله رب العالمين"، فقام قابيل بقتل أخيه، ولم يدر كيف يدفنه، فبعث الله غرابا ليريه كيف يواري سوءة أخيه فأصبح من النادمين.
قد سمي قابيل بقاتل ربع العالم، لأنه هو مع عائلته الصغيرة كانوا يشكلون ربع العالم حينئذ، وقد بين النبي الكريم أن كل جريمة تحدث بعد ذلك يتحمل قابيل وزرها؛ لأنه هو أول من سن القتل.