تعدد الزوجات في الإسلام
أباح الشرع للمسلم أن يتزوج بأكثر من زوجة واحدة بل أجاز له أن يجمع في بيته أربع زوجات وليس أكثر، لم يترك الشرع الأمر بدون قيود بل وضع قيودا وشروطا لهذا الزواج وبه حكمة كبيرة تعود بالنفع على المجتمع المسلم وعلى المرأة والرجل.
شروط الزواج بأكثر من زوجة
- العدل: لقد وضع المشرع شرطا للزواج من امرأة ثانية أو ثالثة أو رابعة وهو العدل بينهن فإذا كان الرجل يخشى على نفسه من هذا الشرط أي لا يستطيع تنفيذه يصبح الزواج مرة أخرى غير مباح له، والمقصود بالعدل هو التسوية بين زوجانه في الإنفاق من كسوة ومبيت ومأكل ومشرب حسب مقدرته المادية وهو الشيء الذي بيده أما غير ذلك من الأمور التي لا يملكها فغير مطالب بها مثل المحبة.
- القدرة على الإنفاق: وهذا الشرط يحتم على الرجل أن يكون قادرا ماديا على تقديم المهر وغيره من النفقات على زوجاته فإذا كان لا يملك المال وغير قادر على الإنفاق عليهن فتتوقف الإباحة عنده.
الحكمة من التعدد
تعدد الزوجات يساعد على تكثير النسل، وزيادة عدد المسلمين فيقويهم ويكثر فيهم عنصر الشباب الذين يمثلون القوى العاملة في المجتمع وهذا يؤدي إلى تطوير الاقتصاد ونمو المجتمع وازدهاره؛ لأن الأصل أن تقوم الدولة برعايتهم والاعتناء بهم من تعليم وتدريب وتوجيه، وما نراه من مشاكل وعيوب تحدث مع الشباب ناتج عن تقصير الدولة في بعض البلدان الإسلامية بالقيام بواجباتها تجاه العنصر المهم في تقدمها وازدهارها وهم الشباب، فزمن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن جاء من بعده من الخلفاء كان الشباب عدة الدولة وقادة جيوشها، كما الحال في الصين مثلا أكبر دولة في العالم بعدد سكانها وتعتبر من أقوى دول العالم باقتصادها.
جميع الإحصائيات في دول العالم تبين بأن عدد النساء أكثر من عدد الرجال فلو لم يبح الدين الإسلامي الزواج من امرأة أخرى لبقيت أعداد كبيرة من النساء بدون زواج وهذا يعود بالضرر على المرأة نفسها أولا وعلى المجتمع ثانيا فتصل المرأة إلى سن العجز ولا تجد من يعيلها لا زوج ولا ولد، وعلى المجتمع يكون الضرر بإمكانية انحراف هذه المرأة عن طريق الصواب لأن كل إنسان لديه شهوات ورغبات، أيضا من الممكن أن تمرض الزوجة مما يعسر معاشرتها أو تكون عقيما لا تستطيع الحمل فبالزواج من امرأة أخرى حل يصلح للطرفين، كما أن بعض الرجال لديه شهوة كبيرة بالنساء وزوجة واحدة لا تكفيه والسماح بالزواج من امرأة أخرى عصمة له من الوقوع في الزنا.