صلاة الوتر
تعد الصلاة من أركان الدين الإسلامي التي يقوم عليها، ولأهميتها البالغة كانت المحافظة عليها من آخر ما وصى به نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، وهي أول عمل يحاسب عليه العبد من بين أعماله في الدنيا، والصلوات المفروضة خمسة وهي الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء.
صلاة الوتر سنة مؤكدة عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حيث أنه قد حث عليها صحابته ورغب فيها، وهذا ما ذهب إليه السنة ما عدا أبو حنيفة حيث أنه قال بوجوبها. وقد ورد في الحديث النبوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "خمس صلوات كتبهن الله في اليوم والليلة" فقال الأعرابي: هل علي غيرها؟ قال: "لا. إلا أن تطوع".
وقت صلاة الوتر
أجمع العلماء من السنة أن وقتها يكون بعد صلاة العشاء ويمتد حتى الفجر، وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر أول الليل وأوسطه وآخره (رواه أحمد بسند صحيح) وكما روي عنه أنه كان يجهر بالقراءة أحيانا وأحيانا أخرى يسر، ويستحب أداء صلاة الوتر في أول الليل لمن يعتقد أو يظن أنه قد لا يستيقظ آخر الليل لأدائها، كما يستحب تأخيرها حتى آخر الليل لمن يعتقد أنه سيستيقظ فيه، فعن جابر رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "من ظن منكم أنه لا يستيقظ آخره (أي الليل) فليوتر أوله، ومن ظن منكم أن يستيقظ آخره فليوتر آخره فإن صلاة آخر الليل محظورة (أي تحضرها الملائكة) وهي أفضل" رواه أحمد ومسلم والترمزي وابن ماجه.
عدد ركعات صلاة الوتر
قد روى الترمذي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يوتر بثلاث عشرة ركعة، وإحدى عشرة ركعة، وتسع ركعات، وسبع ركعات، وكذلك بخمس ركعات، وبثلاث، وبواحدة، وقد شرح إسحق بن إبراهيم معنى ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يصلي ثلاثة عشر ركعة في الليل مع الوتر، يعني أنه من ضمن تلك الركعات الثلاثة عشر يكون الوتر فإنه نسب بذلك صلاة الليل إلى الوتر.
يجوز أداء الثلاثة عشر ركعة المذكورة ركعتين ركعتين (أي أن يصلي ركعتين ثم يسلم ثم يصلي ركعتين أخريين وهكذا حتى ينتهي ويختم بركعة واحدة بتشهد وسلام فتكون بذلك هي الوتر)، كما يجوز أن يوصل الركعات كلها معا فيصليها بتشهدين وسلام، وذلك بأن يصليها دون سلام كل ركعتين بل يصلها حتى الركعة قبل الأخيرة حيث يتشهد فيها ثم يقوم إلى الركعة الأخيرة فيصليها ويتشهد ثم بالنهاية يسلم، ويجوز كذلك أن يصلي الركعات كلها بتشهد واحد فقط ثم أن يسلم في الركعة الأخيرة، فكل ذلك قد ورد عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.
ما يقرأ في صلاة الوتر
يجوز في صلاة الوتر أن يقرأ ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة فكما ورد عن علي رضي الله عنه أن لا شيء من القرآن مهجور، ولكن وكما روى الإمام أحمد وأبو داود والترمزي فإنه يستحب إن هو أوتر بثلاث ركعات أن يقرأ في ركعته الأولى بعد فاتحة الكتاب سورة الأعلى وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الأخيرة بعد الفاتحة سورة الإخلاص، وسورة الناس، وسورة الفلق، أو سورة الإخلاص وحدها.