القرآن الكريم
أنزل الله تعالى القرآن الكريم على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أجل توضيح الطريق الصحيح للناس، وهدايتهم إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له.
جاء القرآن الكريم بالكثير من الحجج والبراهين من حياة الناس أنفسهم ومما يرونه أمامهم لإقامة الحجة عليهم، ولتصل إليهم البراهين بالطريقة التي يفهمونها، وقد وضح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سبب نزول الآيات الكريمة، وقد نزل القرآن الكريم على فترتين؛ فنزل جزء منه في مكة المكرمة، والجزء الآخر نزل في المدينة المنورة. في هذا المقال اخترنا لكم سورة من السور القرآنية وهي سورة النحل لنبين لكم سبب تسميتها بهذا الاسم.
سورة النحل
سورة النحل من السور المكية التي تحدثت بشكل أساسي عن موضوعات العقيدة مثل الألوهية وتوحيد الله تعالى، ونزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والبعث والنشور، فالمسلمون في مكة المكرمة كانوا يحتاجون إلى الموضوعات التي تثبت إيمانهم وتوضح لهم أمور العقيدة التي يتبعونها، وكان ذلك ظاهرا من خلال التركيز على مظاهر قدرة الله تعالى في الطبيعة وفي السماوات والأرض، مثل الجبال والسهول، والوديان، والنباتات التي تخرج من باطن الأرض.
ذكرت السورة الفلك التي تجري في البحر، والنجوم التي تسبح في السماء، وقد استغلها البشر قديما في الهداية على الطرق ووسائل وللإنارة، وغيرها من مظاهر قدرة الله تعالى التي يشاهدها الإنسان ببصره ويلمسها بحواسه.
تناولت السورة هجرة المسلمين والفتنة بسبب دينهم، وجزاء من يكفر بنعم الله تعالى وينكرها ولا يشكره عز وجل، والعاقبة الوخيمة التي تنتظر كل جاحد وكافر، وتناولت السورة بعض السلوكيات الكريمة التي يجب الاتصاف بها مثل العدل، والإحسان، والإنفاق، والوفاء بالعهد وغيرها، كما ذكرت السورة بعض آداب قراءة القرآن الكريم مثل الاستعاذة من الشيطان الرجيم.
عرضت السورة صنفا من الناس المنافقين الذين إذا أصابتهم مصيبة لجؤوا إلى الله تعالى، ولكن عندما يرفع الله عز وجل عنهم البلاء فإنهم يشركون به، كما أنها عرضت بدع المشركين واتخاذ الأنداد مع الله تعالى.
ختم الله تعالى السورة بضرورة دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، والصبر على أذية الناس في سبيل تبليغ الرسالة إليهم.
قد سميت سورة النحل أيضا بسورة النعم وذلك بسبب ذكرها للكثير من نعم الله تعالى على العباد مثل المطر، والشمس، والقمر، ونعمة الزوجة والولد وغيرها.
سبب تسمية سورة النحل
سميت سورة النحل بهذا الاسم نسبة إلى حشرة النحل التي ذكرت في السورة، حيث تحدثت عن فوائد هذه الحشرة، ومنافعها للناس، فهي تقدم الغذاء المفيد للجسم والذي يحتاج إليه الإنسان.