سوة يس
سورة يس من السور المكية التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتنوعت المواضيع التي تناولتها السورة فقد تحدثت عن الإيمان بالبعث والنشور، وقصة أهل القرية، كما ذكرت الأدلة والبراهين التي تثبت وحدانية الله تعالى، وقد افتتح الله عز وجل السورة بحروف يس التي تدل على إعجاز القرآن الكريم الذي تحدى به الله تعالى الكافرين أن يأتوا بمثله، ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا، فتفسير هذه الحروف من علم الغيب لا أحد يعلم معناها غير الله تعالى عز وجل، وتعتبر هذه السورة هي قلب القرآن، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على قراءتها على الموتى لما لها من فوائد عظيمة لهم.
سبب نزول سورة يس
- قال أبو سعيد الخدري: كان بنو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية (إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم) فقال له النبي :إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون.
- عن أبي مالك إن أبي بن خلف الجمحي جاء إلى رسول الله بعظم حائل ففته بين يديه وقال: يا محمد يبعث الله هذا بعد ما أرم؟ فقال :(نعم) (يبعث الله هذا ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم ) فنزلت آيات هذه السورة لتتحدث عن البعث والنشور يوم القيامة.
المواضيع التي تناولتها سورة يس
ابتدأت السورة بالحديث عن صدق الوحي وصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تحدثت عن كفار قريش الذين تمادوا في الضلال واستمروا بتكذيبهم للرسول صلى الله عليه وسلم مما جعلهم يستحقون العذاب الذي أصابهم، ثم انتقلت لتتحدث عن أصحاب قرية أنطاكية الذين كذبوا الرسل ولم يوحدوا الله تعالى، حيث حذرت ممن يكذبون الرسل من خلال سرد القصص للعظة والاعتبار لمن تبع من الأمم.
ثم انتقلت السورة للحديث عن الداعية المؤمن حبيب النجار الذي حاول دعوة قومه وإقناعهم بتوحيد الله تعالى وعبادته وحده إلا أنهم استكبروا واستمروا في ضلالهم وطغيانهم بل وقتلوه أيضا، فأدخله الله تعالى الجنة جزاء له على إيمانه وصبره، بينما عاقب قومه شر عقاب على كفرهم واستكبارهم.
كما تحدثت السورة عن مظاهر وحدانية الله تعالى الموجودة في الكون، حيث تكون الأرض جرداء ثم يدب الله تعالى بها الحياة، ومظهر الليل الذي ينسلخ عنه النهار ليتحول إلى ليل دامس، كما ذكرت سطوع أشعة الشمس التي تدور في فلك ثابت لا يتغير ولا تخرج منه.
وانتقلت السورة إلى الحديث عن البعث والنشور بعد الموت يوم القيامة، وذكرت أهل الجنة وأهل النار، وكيف يكون هناك تفريق بين المجرمين والصالحين وكيف أن كل يأخذ جزاءه، كما ختمت السورة بالحديث عن البعث والجزاء ووضحت الأدلة والبراهين التي تدل على قيامهم.