تعريف ومعنى سورة القصص
هي سورة مكية برواية التابعين، فروى بعضهم أنها نزلت أثناء هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، ولذلك لم يتفق على تصنيفها، كما أن جزءا منها نزل في المدينة المنورة، وهي السورة التاسعة والأربعين نزولا على النبي، والثامنة والعشرين في ترتيب المصحف الشريف، وعدد آياتها ثمان وثمانون، وعدد كلماتها ألف وأربعمئة وواحد وأربعين، وعدد حروفها خمسة آلاف وسبعمئة وواحد وتسعين،
التسمية
سميت سورة القصص بهذا الاسم لأنها نزلت تقص سورة سيدنا موسى -عليه السلام- بالتفصيل للنبي، وقصة قارون الذي كان من قوم موسى، وكيف أن الله أهلكه بما تجبر، كما أنها تضمنت قصة قصها سيدنا موسى على شعيب -عليهما السلام-، وهي ليست السورة الأولى التي تغلب عليها القصة، فهناك سورة يوسف أيضا ولكنها نزلت بعد سورة القصص، وتبدأ السورة بالأحرف "طسم " والسورة التي تسبقها في النزول وفي المصحف وهي النمل تبدأ بـ" طس"، والسورة اللاحقة لها في النزول وفي المصحف وهي الإسراء.
الفكرة العامة من السورة
تضمنت الآيات الكريمة في سورة القصص توضيح عظمة القرآن الكريم، ومعرفة أهل الكتاب والعلم بصحته، أي أهل الإنجيل وهم النصارى، وأهل التوراة وهم اليهود، ووضحت للنبي -عليه الصلاة والسلام- بأنه لا يستطيع هداية من يريد ويحبب، وإنما الله هو من يهدي ويرشد الناس، ويضل من يشاء، وهو أعلم بقلوب المؤمنين منه، وبالطبع فإن للنبي هداية البيان والإرشاد، وأما خلق الإيمان في القلوب فهو على الله عز وجل.
ما هى اسباب النزول
قال تعالى: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين". (سورة القصص:56)، وذكر في صحيح البخاري، ومسلم عن أبي هريرة: "قال رسول الله لعمه أبي طالب لما حضرته الوفاة : قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة، قال: لولا أن تعيرني قريش وتقول: إنه حمله على ذلك الجزع من الموت لأقررت بها عينك، فأنزل الله الآية.
قصة النبي موسى في سورة القصص
ذكرت الآيات الكريمة بطش فرعون، وكيف أن الله أنجاه بعدما خافت أمه وألقته في اليم، وكيف أنه عاش في كنف فرعون وفي قصره، دون أن يدري بأن هذا الغلام هو الذي يخاف مجيئه، وهو من سيكون السبب في هلاكه، وعندما شب موسى بدأ بدعوة الناس إلى توحيد الله، وكيف أنه قتل نفسا فخاف أن يتآمر عليه الناس فيقتلوه فدعا الله و فخرج من المدينة، حتى وصل مدين، وتزوج فيها، وبعد عشر سنوات خرج منها إلى الطور فكلم الله، فبين الله له معجزات وهبها له، وأمره بأن يسير إلى قوم فرعون يدعوهم إلى الإيمان بالله، وكيف أن فرعون علا وتجبر، فأهلكه الله وجعله عبرة للعالمين، والقارئ لسورة القصص يجد القصة بالتفصيل.