السور القرآنية وأحجامها المتفاوتة
اهتم المسلمون عبر التاريخ بدراسة كل ما يتعلق بكتابهم الأول، والأقدس القرآن الكريم؛ فهذا الكتاب العظيم هو المنارة التي يهتدي بها المؤمن بالله تعالى إذا ما أظلمت كافة الدروب من حوله، لذا فلا عجب بأن نرى كما هائلا من الدراسات، والإحصاءات التي تتعلق بالقرآن الكريم، وتبحث فيه من كافة جوانبه، وزواياه.
تتفاوت سور القرآن الكريم من وجوه عدة، أبرزها عدد آياتها؛ حيث يعتبر هذا التفاوت سببا رئيسيا من ما هى اسباب تفاوت أحجامها، فمن يقلب صفحات كتاب الله يجد مباشرة بعض السور التي لا تتعدى في طولها بضعة أسطر، في الوقت الذي سيجد فيه أن هناك سورا طويلة جدا، جاءت في عدة أجزاء لشدة طولها. وفيما يلي بحث في العدد الإجمالي لآيات القرآن الكريم.
عدد آيات القرآن الكريم
يبلغ العدد الإجمالي لآيات كتاب الله ستة آلاف ومئتين وستة ثلاثين آية كريمة، تتوزع ضمن مئة وأربع عشرة سورة؛ حيث تعتبر سورة البقرة السورة الأكبر في القرآن من حيث عدد الآيات؛ إذ يصل عدد آياتها إلى مئتين وستة وثمانين آية كريمة، أما السورتان اللتان ضمتا ثلاث آيات فقط فهما سورتا: الكوثر، والنصر، الواقعتان ضمن الجزء الأخير من القرآن والمعروف باسم جزء عم.
العدد الإجمالي السابق لآيات القرآن الكريم لا يتضمن البسملات غير المرقمة والتي تعتبر هي الأخرى من آيات القرآن الكريم، فإذا ما أضفناها إليه، صار العدد الإجمالي للآيات الكريمات ستة آلاف وثلاثمئة وثمانية وأربعين آية؛ ذلك لأن عدد البسملات غير المرقمة في القرآن الكريم يصل إلى مئة واثنتي عشرة بسملة.
من الأرقام الأخرى التي تم التوصل إليها من قبل دارسي القرآن الكريم تلك المتعلقة بأعداد الكلمات، والحروف التي تضمنتها السور القرآنية، حيث بلغ إجمالي عدد الكلمات وعبارات الواقعة بين دفتي المصحف قرابة سبعة وسبعين ألف كلمة تقريبا، أما العدد الإجمالي للحروف فيصل إلى ثلاثمئة واثنين وعشرين ألف حرف تقريبا.
تعتبر الآيات القرآنية نوعا خاصا من الكلام العربي؛ فهي ليست كالنثر أو الشعر، حيث تتشابه في بنيتها مع ما ورد في الكتاب المقدس من أقوال، كما أنها تتشابه أيضا مع الأقوال المنسوبة إلى الأنبياء -عليهم السلام-، ومن هنا فإن لهذه الآيات الكريمات وقع خاص جدا على أذن من يستمع إليها، فهي بليغة، وجميلة إلى درجة استحالة وجود أي شخص ممن يستطيع أن يأتي ولو بمقدار أصغر آية قرآنية كريمة، وقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على قلب نبيه -صلى الله عليه وسلم- على هذه الهيئة حتى يكون القرآن دليلا على نبوته، وصدق دعوته.