سورة الضحى
تعرف سورة الضحى بأنها من أوائل السور التي نزلت في مكة المكرمة، وتحتل المرتبة الحادية عشرة في ترتيبها ما بين السور التي نزلت في مكة، أما في المصحف الشريف فتحتل الرقم الثالث والتسعين ما بين جميع السور، ويقتصر عدد آياتها على إحدى عشرة آية، والقارئ لهذه السورة يمكنه معرفة أن سبب نزولها كان لتأخر زيارة الوحي جبريل عليه السلام للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث بدأ المشركون والكفار يروون الروايات والقصص الكاذبة بشأن تأخر ظهور الوحي للنبي الكريم، فجعل الله تعالى هذه السورة ردا على هذه الأقاويل والأكاذيب.
سبب نزول سورة الضحى
رواية الشيخين مسلم والبخاري
يروي الشيخان عن جندب أن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قد أصيب بمرض جعله طريح الفراش ليومين كاملين، حيث أتته واحدة من نساء المشركين فقالت له " يا محمد ما أرى إلا شيطانك قد تركك"، فأنزل الله تعالى سورة الضحى ردا على زعم ترك الوحي للنبي، وذلك بقوله تعالى " ما ودعك ربك وما قلى" (الآية 3، سورة الضحى)، ويأتي معنى قلى في هذه الآية بأن الله تعالى لم يترك النبي محمد عليه السلام ولم يذهب عنه كما يزعم المشركون والكفار.
رواية ابن جرير
روى ابن جرير عن ابن شداد أن جبريل قد تأخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن واعده، فقالت له زوجته خديجة رضي الله عنها "إني أرى ربك قد قلاك مما نرى من جزعك" فأنزل الله تعالى سورة الضحى ردا على ذلك، ويختلف قول عائشة عن قول الامرأة المشركة في رواية الشيخين في أن المشركة قالت ذلك شماتة بالرسول الكريم، أما خديجة فقالته من باب الحيرة والوجع.
رواية ابن أبي شيبة والطبراني وابن مردوديه
روى كل من ابن أبي شيبة والطبراني وابن مردوديه عن خولة خادمة الرسول آنذاك أن الوحي لم ينزل على الرسول عليه السلام لعدة أيام، فسألها عليه السلام عما حدث في بيته وتسبب في هذا الشأن ثم لبس رداءه وخرج من البيت، فنظفت خولة البيت من أي نجس قد تسبب في تأخر الوحي عن الرسول، فوجدت كلبا ميتا تحت سرير الرسول فبعدما تأكدت من موته حملته وأخرجته من البيت، فعندما عاد عليه السلام إلى البيت بدأت لحيته ترجف، حيث كان إذا ظهر له جبريل ترجف لحيته، وبعدها طلب من خولة أن تدثره، إلا أن الحافظ ابن حجر رجح بأن هذه الرواية صحيحة إلا أنها لا تعتبر سببا في نزول الآية.