إبراهيم عليه السلام
إبراهيم عليه السلام الملقب بخليل الرحمن أكرمه الله سبحانه وتعالى، حيث جعل ابنه إسماعيل نبيا والذي كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من نسله، وابنه الآخر هو اسحق الذي أنجب يعقوب والذي ينحدر من نسله الأنبياء الذين بعثوا لبني إسرائيل، وكان والده آزر واحدا من القادة في قومه، وكان يصنع الأصنام لقومه.
رحلة إبراهيم عليه السلام في الدعوة للتوحيد
مما ورد من قصة سيدنا إبراهيم في القرآن الكريم أن إبراهيم عليه السلام نشأ في وقت كان قومه يعبدون النجوم والكواكب، والأصنام، والملوك، فتحدى قومه، وتحدى ما كان يقومون به من سخافات، فعدما كانوا يعبدون القمر والشمس، وافق إبراهيم من باب السخرية، وليبرهن لهم أن القمر والشمس تغيب في أوقات وتظهر في أوقات، فانتقل بعد ذلك إلى تحدي قومه في عبادة الأصنام، فانتهز فرصة ذهاب قومه إلى حفل ليدمر الأصنام، فأخذ فأسا حادا ودمر جميع الأصنام وترك الصنم الكبير، وقام بعد ذلك بوضع الفأس عند الصنم الكبير، وعندما رجع القوم وقع الشك على إبراهيم عليه السلام، وعندما سألوه قال لهم: اسألوا كبير الأصنام، عندها عرفوا أنهم على باطل، وأنهم لا يعبدون إلا جمادات لا ترى ولا تسمع، ولكن سرعان ما عادوا إلى عقلية الكفر والباطل، وقرروا الخلاص من إبراهيم بحرقه، وجمعوا الحطب وحفروا حفرة كبيرة؛ لوضع إبراهيم وحرقه داخلها، فقاموا بوضعه داخلها، وهنا تكمن المعجزة التي تميز بها سيدنا إبراهيم عليه السلام، بحيث اشتعلت النار ولم يصب بأي مكروه، وكل هذا بأمر من الله عز وجل، الذي جعل النار بردا وسلاما، فخرج من النار سليما، كما قال تعالى:" قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين" (الأنبياء: 68،69،70)، صدق الله العظيم.
قصة بئر زمزم
خرج سيدنا إبراهيم من بلده بأمر الله إلى مكة، واصطحب معه زوجته وابنها، وكان إسماعيل رضيعا، فوصلوا إلى منطقة تفتقر إلى معالم الحياة، وذهب للالبحث عن ماء، وتركت أم إسماعيل عليه السلام ولدها في منطقة تدعى المروة، وصعدت إلى جبل يدعى الصفا، وهرولت في المشي سبع مرات، وكان إسماعيل عليه السلام يبكي من شدة العطش، وضرب برجله الأرض، وانفجرت من تحت قدمه عين ماء والمعروفة اليوم بماء زمزم، ولم تكن الكعبة قد بنيت في ذلك الوقت، بعد ذلك أمر الله سيدنا إبراهيم ببناء الكعبة هو وابنه إسماعيل.