قصص القرآن
ذكر في القرآن الكريم مجموعة من القصص، وهي ليست كغيرها من قصص التسلية، وملء أوقات الفراغ، ولم تذكرعن عبث، ومن هذه القصص قصص البعض من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وبعض الحكم من ذكر قصص الأنبياء في القرآن الكريم فهي إخبار بالغيب، وفيها تصديق لنبوة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتثبيت قلبه الشريف عندما كذبه قومه وسخروا منه، فقد نصر أنبياءه من قبل، وأهلك من كذبوهم، وأنزل بهم أشد العذاب، وفيها تهديد ووعيد للأمم التي ستأتي من بعده، وتثبيت للمؤمنين على الإيمان والصبر، فهم المنصورون عاجلا أم آجلا، وسنختص بالذكر هنا قصة سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء، وخليل الله وهي أعلى درجات المحبة، وواحد من الرسل الخمسة أولي العزم، ذكر في القرآن في مواطن كثيرة، كل منها تحكي جانبا من قصة حياته العظيمة.
مواقف سيدنا إبراهيم
أرسل الله عزوجل نبيه الخليل لهداية قومه للصراط المستقيم، ولعبادة الله وحده، وترك عبادة ما لا يضر ولا ينفع، فبدأ بدعوة أقرب الناس إليه أبيه آزر، وأخذ يتلطف بالقول معه ويتذلل له، ويبين له أنه على ضلال، وأن لا يكون متبعا للشيطان عدو الله، فيكون من الخاسرين النادمين، ولكن والده رفض ما يدعوه إليه واستكبر، وهدده إن لم ينته عن قوله وفعله فسوف ينزل به ألوان العذاب، ومع ذلك ظل الابن الشفوق بوالده يدعوه ويستعطفه، ويستغفر له ربه كي يمن عليه بالهداية والنجاة.
موقفه مع أبيه
استمر في دعوة أبيه وقومه للتوحيد، وقد كانوا يعبدون إلى جانب الأصنام بعض الكواكب، فأقام الحجة عليهم من خلالها، وأخذ يبين لهم عدم ضرها ونفعها، فعندما ظهر القمر والشمس ثم زالا واختفيا، قال لهم إن الرب الذي مصيره الأفول والزوال لا يستحق العبادة، فالإله الحقيقي باق لايزول، ولكن لا جدوى، وفي أحد الأيام استغل الفرصة وذهب إلى المعبد وبيده فأس، وقام بتحطيم جميع الأصنام عدا كبيرهم، وترك الفأس عنده ، فلما رأى القوم هول هذا الصنيع، أخذوا يتساءلون عن الفاعل، فقال البعض لقد سمعنا فتى يتوعد ويتهدد بمس الآلهة بالسوء، واسمه إبراهيم، فاستجوبه فأشار إلى كبيرهم ليسألوه فقالوا هذه الأصنام لا تنطق، فقال كيف تعبدونهم إذا، فأرادوا به كيدا، وأعدوا له نارا عظيمة ليحرقوه بها أمام الناس جميعا، وبالفعل قاموا بإحضاره وألقوه في النار، ولكن العزيز الجبار أنقذه منها بقوله: "يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم"، فلم تمسه بسوء، فكانت آية ومعجزة.
موقفه مع الذي حاجه في ربه
دعاه شخص ليناقشه في الأمر الذي يدعو إليه، فسأله من ربك يا إبراهيم، فقال: ربي الذي يحيي ويميت، فقال: وأنا أيضا أحيي وأميت، ما جئت بشيء غريب، فقال إبراهيم: إذا فإن الله يأتي بالشمس من المشرق، فاجعلها أنت تشرق من المغرب، فصعق الشخص وظهر عجزه، وعندما مات أبوه توقف عن الاستغفار له، فقد مات على الشرك والكفر وعداء الله سبحانه وتعالى الموجب للنار.
ذكرت قصة سيدنا إبراهيم مع أبيه وقومه في سورة الأنعام، وقصته مع الذي حاجة في ربه في سورة البقرة، ، وفي سورة هود البشرى بولادة النبي إسحاق عليه السلام.