الأنبياء
بعد خلق الكون وآدم عليه السلام؛ وازدياد عدد البشر بالأرض، أراد الله تعالى الصلاح للأمة الإنسانية جميعها باختلاف أصولها ونسبها وأشكالها وألوانها، فأنزل الله تعالى رسالته بواسطة الوحي جبريل عليه السلام على الأنبياء، وهم من البشر، ولكن اصطفاهم الله تعالى واختارهم بأن يكونوا حاملين للدعوة والرسالة، والتي تختص بوحدانيته تعالى والعدل، وغيرها الكثير مما جاءت فيه من صلاح لأمة آدم عليه السلام.
الاختلاف بين الرسول والنبي
- النبي: النبي في اللغة وهو مشتق من كلمة النبأ، أي الخبر العظيم أو الخبر ذو الفائدة الجوهرية الكبيرة، وكما جاء في كلام الله تعالى في سورة النبأ في الآيتين الأولى والثانية: (عم يتساءلون ) ( عن النبإ العظيم )، وسمي بذلك لأنه مخبر من الله تعالى، وقيل أيضا إنه مشتق من النباوة وهو الشيء ذو الشأن المرتفع، وسمي النبي بهذا الاسم لرفعة عزته عن سائر الخلق، كما جاء في قوله تعالى: (ورفعناه مكانا عليا)(مريم:الاية،57).
- الرسول: وهو مشتق من الإرسال أي التوجيه بما أنزله الله تعالى في قوله: (وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون)(النمل:35).
أرجح التعريفات بالنبي والرسول
- النبي: هو من أوحى إليه الله تعالى بما يفعله ويأمر به المؤمنين.
- الرسول: هو من أوحى إليه وأرسله الله تعالى إلى أقوام محددة خالفوا أمر الله، ولكي يصدهم على ما هم فيه ويرجعهم إلى عبادة الله وحده.
الفرق بين النبي والرسول
- إن النبي مهمته تختلف كثيرا عن مهمة الرسول، فهو مرسل لينبئ الناس بما أنبأه الله تعالى، أي بما أخبره الله تعالى به، ليخاطب المؤمنين وليس الكفار.
- الرسول هو الذي أرسل إلى المؤمنين والكفار ليهدي المؤمنين ويكمل دعوة الله تعالى إليهم، ويدعو الكفار إلى عبادة الله، مثل سيدنا محمد وعيسى وموسى عليهم الصلاة والسلام.
عدد الأنبياء الذين ذكرهم الرسول
أخبر سيدنا محمد عليه السلام بعدد الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله كم هو عدد المرسلين، قال: ثلاثمائة وبضعة عشر، وجمعا غفيرا)، وفي رواية أبو أمامة الباهلي: (قال أبو ذر: يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء، قال: (مئة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر، وجمعا غفيرا).
عدد الأنبياء الذين ذكرهم القرآن الكريم
ذكر الله خمسة وعشرين نبيا ورسولا، ثمانية عشر منهم ذكروا في سورة الأنعام، والباقي في سور متفرقة من القرآن؛ حيث جاء في قوله تعالى: (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم * ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين) الأنعام (82:83).