محمد صلى الله عليه وسلم
سيد المرسلين وخاتم النبيين، قرة العيون الهدية والنعمة من الله عزوجل، من على المؤمنين به وعلى كافة الخلق أجمعين، حبيب القلوب وشفيع الأمة، مزاياه وصفاته أخلاقه الحميدة لا تسعها السطور ولا الكتب ولا المجلدات، يكفي أن نقول محمد حبيب الرحمن صلى الله عليه وسلم، جاء في عصر الشرك والظلم والظلام، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الهلاك إلى النجاة، فجزاه العظيم عنا خير ما جزى نبي عن أمته، تجمع حوله صفوة الخلق أصحابه الكرام، ومع ذلك قال لهم اشتقت لأحبابي، فسألوه مستغربين أولسنا أحبابك يا رسول الله، فقال أنتم أصحابي، أحبابي يأتون في آخر الزمان لا يجدون على الخير معوانا.
الولادة
ولد الحبيب صلى الله عليه وسلم عام 571 للميلاد والذي سمي بعام الفيل؛ حيث غزا أبرهة الحبشي الكعبة على الفيلة لهدمها، من أبوين شريفي النسب، فوالده عبد الله بن عبد المطلب سيد قريش أشرف قبائل مكة المكرمة، ويعود نسبه لجده عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام، وأمه آمنة بنت وهب، وقد توفي أبوه وهو جنين في بطن أمه ذو شهرين، وفي الخامسة من عمره توفيت والدته، فعاش صلى الله عليه وسلم يتيم الأم والأب، فرباه جده عبد المطلب والذي توفي في الثامنة من عمره، فكفله عمه أبو طالب وضمه إلى عياله.
العمل
بدأ شبابه برعاية الغنم، ثم انتقل إلى العمل بالتجارة مع عمه أبو طالب، وذاع سيطه بالأمانة والنزاهة والصدق والبركة، فسمعت بذلك السيدة خديجة رضي الله عنها، فأرسلت إليه طالبة منه أن يتولى أمر تجارة أموالها، فازدهرت تجارتها وتعاظمت أموالها، فعرضت عليه الزواج منها، فقبل عليه الصلاة والسلام، وقد كان عمره حينئذ خمسة وعشرين عاما، والسيدة خديجة في الأربعين من عمرها، فولدت له زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة الزهراء، ومن الذكور القاسم، وعبد الله، وقد توفاهم الله عز وجل صغارا، وبعد وفاتها تزوج ثمانية من النساء وكانت إحداهن السيدة عائشة رضي الله عنها بنت صاحبه ورفيقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، ومارية القبطية التي ولدت له إبراهيم.
البعثة
كان صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء الليالي ذوات العدد، يتفكر في هذا الكون وخالقه العظيم، فبينتعرف ما هو كذلك جاءه سيدنا جبريل عليه الصلاة والسلام، فمسكه وقال له اقرأ، فأجابه عليه الصلاة والسلام ما أنا بقارئ، فأعادها عليه ثلاثا، ثم قال له اقرأ باسم ربك الذي خلق، ومن هنا بدأت رسالته النبوية إلى الخلق كافة، فلاقى ما لاقى من العذاب والسخرية والاستهزاء والتكذيب.
صبر صلى الله عليه وسلم وتحمل كغيره من الرسل الكرام في سبيل نشر هذا الدين العظيم والذي لا تصلح ولا تستقيم الحياة إلا به، فبدأت دعوته في مكة المكرمة سرا ثم جهر بها، وكثر التنكيل بأتباع هذا الدين، فأذن الله لنبيه بالهجرة للمدينة المنورة، فقاد الحروب والمعارك والغزوات مع صحبه الكرام، إلى أن أصبحت الغلبة لهم، وأخذ هذا الدين ينتشر في أصقاع الأرض إلى أن وصلنا من غير تحريف ولا زيادة ولا نقصان.
الوفاة
في السنة الثالثة والستين من عمره الشريف توفاه الله عز وجل، بعد أن أدى رسالته كاملة، ودفن في المدينة المنورة، وقد كانت آخر وصاياه الصلاة لعظم مكانتها وأهميتها.