حياة يوسف عليه السلام
هو يوسف بن يعقوب من زوجته راحيل ولد في العراق? توفيت أمه وهو صغير وكفلته عمته? وقد رأى عليه السلام رؤيا وهو صغير وقصها على أبيه، فطلب منه ألا يخبر إخوته بها؛ خوفا عليه من الحسد، لأنه رأى في هذه الرؤيا مجدا كبيرا له? وكان أبوه يحبه ويقربه منه، فحسده إخوته على ذلك، ورموه في بئر وعادوا إلى سيدنا يعقوب من دونه، ولما سألهم عنه قالوا أن الذئب قد افترسه، فحزن حزنا شديدا على فراق ابنه العزيز، الذي كان يرجو له الخير والنبوة من بعده، ولم يصدق رواية أبنائه عن مقتل يوسف? أخذ يوسف من البئر بعض الرحالة، وأصبح عبدا لدى عزيز مصر وزوجته زليخة، فأحبه عزيز مصر حبا جما، واعتبره ابنه لما كان لديه من أخلاق عالية، وفطنة.
أعجبت امرأة سيده به وأحبته? وراودته عن نفسه ولم يقبل، فغضبت بسبب ذلك، وأدخلته السجن ظلما بعد أن دبرت له مكيدة? وكان عليه السلام يدعو السجناء لتوحيد الله، وإلى الدين الحق، وكان يستخدم القدرة التي أعطاه إياها ربه بتفسير الرؤى بهدف الدعوة إلى الله? علم الملك عن يوسف عليه السلام وطلب منه أن يفسر له حلما، وعندما فسره له أعجب الملك بحنكته، وطلب منه الخروج من السجن، لكن سيدنا يوسف لم يرض بذلك قبل أن تظهر براءته، فأعاد الملك التحقيق بأمره، واعترفت زليخة بأنها ظلمته، وخرج يوسف عليه السلام من السجن، فأعطاه منصبا يأتي بعد منصبه مباشرة، فنظم يوسف البلاد أحسن تنظيم? وهذا تكريم واضح ومكافأة له من الله تعالى على كل الصعوبات والتحديات التي واجهته خلال حياته الكريمة الطاهرة.
وفي إحدى سنوات القحط حضر إخوته إلى مصر؛ ليشتروا الحبوب، وعرفهم سيدنا يوسف، وطلب منهم أن يحضروا أخاهم له؛ كي يعطيهم المزيد? فقاموا بما طلب منهم، وحزن سيدنا يعقوب حزنا شديدا على ابنه، وعرف يوسف نفسه لإخوته، وطلب منهم أن يأتوا بأهلهم وهكذا انتقل بنو إسرائيل إلى مصر، وعاشوا فيها حتى زمن موسى عليه السلام، وخروجهم معه بسبب فرعون.
وفاته
توفي يوسف عليه السلام في مصر بعد أن عاش (110) سنوات ودفن فيها? وبعدها تم نقل رفاته إلى بلاد الشام، أيام موسى عليه السلام بناء على وصية من سيدنا يوسف عليه السلام، وقبره على الأرجح في فلسطين بمدينة نابلس، لقد تم تخصيص سورة كاملة تروي قصة سيدنا يوسف، وهذه حالة خاصة خص بها الله نبيه يوسف عليه السلام? وتذكر هذه السورة أن يوسف كان اجمل وافضل البشر، ولم يكن جميلا بشكله فقط، بل كان جميل الروح أيضا كما ذكرت ما حدث في حياته كما عرفنا.