العناد من الصفات الشائعة بين الأطفال، وقد تكون في مرحلة معينة وتختفي، أو عدة مراحل، أو تكون صفة ملازمة للطفل طوال حياته، ويتساءل الوالدان عن طريقة التعامل مع الطفل العنيد.
متى يعتبر الطفل عنيدا
يعتبر الطفل عنيدا عندما يرفض القيام بما يطلبه منه والديه بصفة متكررة، وحتى لو ألحوا عليه بالطلب، فهو لا يستجيب، وتظهر هذه الصفة غالبا بعد عمر السنة ونصف أو السنتين، أو يصر على الحصول على شيء معين بالرغم من رفض والديه إعطاءه له، فيلجأ للبكاء، لذلك يجب على الأهل عند الاستجابة للطفل عند بكائه في هذه الحالة لأه سيعتاد هذا الأسلوب دائما للحصول على ما يريد.
طريقة التعامل مع الطفل العنيد
بداية يجب التمييز بين الرعاية والتربية، فاطعام الطفل، والاهتمام بنظافته، ونومه هذه رعاية، أما التربية فتعني توجيه وتعديل سلوك الطفل، طريقة العناد في الطفل هي نتاج هذه التربية، فالعناد ليس فطرة في الطفل، بل ينمو لديه نتيجة تلبية رغباته دائما ومحاولة إضائه بشتى الطرق ووسائل وحتى لو على حساب راحة الأم، كأن تحمله حتى يغفو إن لم ينم وهو في السرير، بل يجب على الأم تركه في السرير حتى ينام، حتى وإن بدأ بالبكاء، بالطبع ما دام ليس هناك مشكلة معينة، كشعوره بالبرد أو الجوع، أو كونه مريض.
التركيز على الإيجابيات
في الغالب يكون دور الأهل عند وجود السلبيات والأخطاء، أي أنهما عندما يخطئ الطفل بأن يبلل ملابسه، أو يضرب أخاه، يبدأ الوالدان بتوبيخه وتوجيه اللوم عليه، ولكنهما لا يمدحانه عندما يصرف كما يجب، كأن يحافظ على ملابسه نظيفة، فالقيام بالأمور الصحيحة ليست بالأمر السهل بالنسبة للطفل كما يظن الوالدان، فبالتأكيد التبول في الحفاظة أسهل من طلب الذهاب إلى دورة المياه، وحمل الأشياء ككوب الماء وإيصاله للطاوله بعد أن يشرب الطفل منه يحتاج منه لتركيز كبير.
بناء علاقة جيدة بين الوالدين والطفل
على الوالدين قضاء بعض الوقت مع الطفل، كمشاركته نشاطاته وما يحب فعله، كمشاهدة أفلام الكرتون، وأغاني الأطفال وترديدها، وقراءة قصه له قبل النوم، واللعب في الحديقة أو في الألعاب داخل المنزل، فكل هذا يبني علاقة جيدة بين الطفل ووالديه، الأمر الذي ينعكس إيجابا على تصرف الطفل، واستجابته لأوامرهما.
الاستماع للطفل
بالغالب يحب الطفل سرد تفاصيل يومه وما فعل مع أصدقائه لوالديه، لكن الوالدين يهملونه ولا يستمعون له فتكون الأم مشغولة بأمور المنزل، وإعداد الطعام، والأب في هموم الحياة ومتطلبات المنزل، الأمر الذي يحزن الطفل جدا، ويبني لديه صفة العناد أي ألا يأبه لما يقول والداه، كما لم يستمعا ولم يأبها له.