ثورات مصر قبل الجلاء
شهدت مصر العديد من الثورات، كان أبرزها ثورة أحمد عرابي ضد غزو الأساطيل والجيوش البريطانية، وثورة عام 1919م الوطنية، التي قادها سعد زغلول، بالإضافة لانتفاضة الشعب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تبعها بعد ذلك إضراب شمل جميع الطوائف، بما فيها ضباط الشرطة، حيث اعتصموا بمراكزهم في شهر أكتوبر من عامي 1947 و 1948، بالإضافة لحملات الهجوم والكفاح المسلح، التي شنوها في قناة السويس ضد القوات البريطانية، وذلك بعد رفع الأحكام العرفية عقب انتهاء حرب فلسطين.
استمرت هذه الثورات ومسيرات النضال والكفاح حتى نالت القوات المصرية مرادها وحققت الجلاء، الذي دفع ثمنه آلاف الشهداء والضحايا والخسائر، فكم كان عظيما هذا الشعور في نفوسهم، ونفوس الشعب المصري كله، بعد أن دامت مصر سنينا تحت حكم العدو، فقد جاء هذا اليوم لتستعيد حكمها بنفسها، وتحظى بالاستقلال، وكان الرئيس محمد نجيب آنذاك هو أول رئيس لجمهورية مصر. في هذا المقال سنتحدث عن عيد الجلاء في جمهورية مصر العربية.
عيد الجلاء في مصر
هو يوم يحتفل به الشعب المصري في الثامن عشر من يونيو من كل عام، ففي مثل هذا اليوم تم جلاء آخر جندي إنجليزي عن الأراضي المصرية لعام 1956م، حيث تم ذلك جراء اتفاقية تمت بين دولتي مصر وإنجلترا، وذلك بعد استعمار استمر لمدة 73 عاما، وتسعة شهور وسبعة أيام، قدم فيها الشعب المصري أشكالا عديدة من النضال والتضحيات، التي لا زالت صورها تعيش في ذاكرة كل مواطن مصري.
الآثار الجانبية لاتفاقية الجلاء
خلف توقيع اتفاقية الجلاء آثارا جانبية عديدة، كان من أبرزها التراجع الاقتصادي الذي أثر على كثير من العائلات، الأمر الذي انعكس سلبا على الحالة الاقتصادية الشرائية في المدينة بشكل واضح وملموس، لكن تم حل هذه المشكلة سريعا، فبعد أن عقد الرئيس جمال عبد الناصر اتفاقية الجلاء، وطرد القوات البريطانية من مصر، أخذ قواعدهم العسكرية واستغلها في تشغيل وتوظيف العديد من المواطنين المصريين، تعويضا لهم عن تراجع أوضاعهم بعد الجلاء.
كما كان السخط الأجنبي يسود بين الجاليات، خصوصا أولئك الذين كانوا يعملون في معسكرات الجيش والقواعد الإنجليزية قبل قرار جلاء قواتهم عن الأراضي المصرية، فأثر ذلك عليهم ماديا، فخسروا وظائفهم وأخذوا يبحثون عن عمل لتأمين متطلبات حياتهم، فعرضت عليهم الحكومة المصرية البقاء والعمل تحت ظلها، وعرضت عليهم المساعدات والوظائف، لكنهم رفضوا ذلك ترفعا منهم ومكابرة، واختاروا الرجوع لبلادهم.