الماء
قال تعالى: "وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون"، الماء هو أساس الحياة، وبدونه لا يوجد حياة، ويكاد يدخل الماء في كل مجالات الحياة فهو مهم للإنسان، والحيوان، والنبات، والغذاء، والدواء، والبناء، والعمران، والزراعة والتجارة، وكافة مناحي الحياة الأخرى، ويتوفر للإنسان بطرق ووسائل عديدة منها الأمطار، والينابيع، والأنهار، والبحار، أو عن طريق الآبار الارتوازية، وهذا يعتمد على المنطقة الجغرافية، فهناك مناطق تعتمد على مياه الأمطار طيلة العام بتجميعها في الآبار، وهناك مناطق تعتمد على الآبار والينابيع.
يغطي الماء ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، ويتواجد على شكل بحار ومحيطات، وأنهار، وبرك، وينابيع وفي باطن الأرض، وعلى شكل ثلوج في قطبي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.
استخدامات الماء
يستخدم الماء في كل شيء حتى في أبسط الأمور، فيستخدم في أغلب الصناعات منها صناعة الأغذية والأدوية، وفي الزراعة ولا يمكن الاستغناء عنه فيها، وغسل المحاصيل وريها، والتجارة مثل غسل البضائع ونقلها إذا كانت بواسطة السفن عبر البحار والمحيطات، إضافة إلى الاستعمال اليومي للإنسان في الطبخ والغسل، والتنظيف، والاستحمام، والشرب.
حصول الإنسان على الماء
كان الإنسان قديما يتنقل ويغير مكان سكنه باستمرار، وكان السبب الرئيسي لهذا التنقل هو وفرة الماء في المنطقة المقيم فيها، وإذا نقص الماء أو نفذ من هذه المنطقة، البحث عن منطقة أخرى يتوفر فيها الماء ليتمكن من الاستمرار في الحياة، وكان نقل الماء وجلبها للاستخدام صعب ومتعب، فيكون إما بحملها أو نقلها بواسطة الحيوانات، أو طرق ووسائل بدائية مرهقة، وكان يأخذ كمية محددة من الماء بحسب حاجته اليومية فقط، وهكذا كل يوم.
فكر الإنسان بطرق ووسائل أخرى لنقل الماء وتوصيله للمنزل؛ للتخفيف وانقاص من معاناته المستمرة؛ ولأن الإنسان لايستطيع الاستغناء عن الماء بأي وقت ولا يستطيع المراهنة على توفره؛ لأن مصادره محدودة؛ لجأ الى حفر الآبار الارتوازية ولكنها حلول مؤقته، بعد ذلك عملت الدول مشاريع وخططا لتوفير الماء للسكان، وضمان عدم انقطاعه، ووصل الإنسان الى هدفه المنشود بوصول الماء إليه بأي زمان ومكان، وبأقل وقت وجهد وبالكمية التي يريد، وعلى الشاكلة التي تصلنا اليوم.
المحافظة على الماء
الماء نعمة من عظيمة من الله عز وجل، يجب على الإنسان الحفاظ عليها، ومعرفة طريقة استخدامها بشكل صحيح، بل يجب عليه ترشيد استهلاكها لأنها قابلة للنفاد، ومن المشاكل وعيوب التي أحدثها الإنسان فيما يتعلق بالماء هو سوء الاستعمال الذي يؤدي لهدر المياه ونضوب مصادرها، بل كان سببا رئيسيا في تلويثها، وجعلها غير صالحة للاستعمال البشري، من خلال المواد الكيماوية التي يستخدمها في المصانع السامة، والتي تسبب الكثير من الأمراض الخطيرة المسرطنة للإنسان، على الرغم من وعي الإنسان ومعرفته بحجم الضرر الذي يحدثه على نفسه، وعلى البيئة، والحيوانات، ومن هنا بدأت مؤسسات حماية البيئة، وأنشئت وزارة خاصة بالمياه، لحماية هذا الشريان المهم في حياة الإنسان، وتقع المسؤولية على كل فرد يعرف أهمية وفائدة المياه ووجب عليه الحفاظ عليها، وترشيد استهلاكها لقوله عليه السلام "لا تسرف بالماء ولو كنت على نهر جار"، وعدم تلويثها، وتصريف المياه العادمة في أماكنها المخصصة.