هولندا
تنقسم أراضي هولندا إلى جزأين؛ جزء يقع في شمال غرب أوروبا، ويتكون من اثنتي عشرة مقاطعة، ويحد هذا الجزء الهولندي من الشمال والغرب بحر الشمال، بينما تتشارك حدوده من الجنوب مع بلجيكا، ويتشارك مع ألمانيا بحدوده من الشرق، أما الحدود البحرية له فهي مشتركة مع بلجيكا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، ويقع الجزء الثاني في مياه البحر الكاريبي في أمريكا اللاتينية؛ حيث يتكون من ثلاثة جزر؛ وهي: بونير، وسابا، وسينت أوستاتيوس.
يطلق لفظ هولندا على المناطق المنخفضة، وذلك لأن نصف الأراضي الهولندية منخفضة تحت سطح البحر، كما أن خمس أراضيها كانت مغطاة بالمستنقعات؛ لذلك فقد أطلق هذا الاسم عليها.
المناخ في هولندا
يسود المناطق الهولندية التي تقع في أوروبا المناخ المحيطي؛ حيث يكون الصيف معتدل الحرارة، والشتاء باردا، وسبب هذا الاعتدال هو انخفاض الأراضي تحت سطح البحر؛ حيث إن الرياح القادمة من جهة الغرب تعمل على تلطيف درجات الحرارة في فصل الصيف، وتزيد من دفء الطقس في فصل الشتاء، وتكون جميع المناطق تقريبا تحمل نفس المناخ؛ وذلك لعدم توافر الجبال التي تخفف سرعة الرياح، بينما يسود المناخ الاستوائي في الجزر الهولندية الواقعة في البحر الكاريبي؛ حيث يكون الطقس حارا على مدار العام.
جمال الطبيعة
نظرا إلى اعتدال درجات الحرارة في جزء هولندا الأوروبي، فإن التنوع النباتي كان واضحا وبشكل لافت؛ فالغابات تغطي ما مساحته 9% من الأراضي ، وتغطي المراعي مساحة 55% من مساحة الأراضي جميعها، ومن أشهر ما يميز هولندا هو زهرة التيوليب، فهي الدولة رقم واحد في إنتاج هذه الزهرة عالميا وتصدير أغلبها، ولكن بسبب عمليات التوسع الزراعي؛ فقد انحسرت مساحات الأراضي التي تنتشر فيها النباتات الطبيعية.
تتميز هولندا بدعم الحكومة للطبيعة الخلابة فيها؛ حيث توجد لديهم لجنة حكومية تعرف باسم لجنة الغابات، وجمعية المحافظة على المعالم الطبيعية، وهي المسؤولة عن 20 متنزها قوميا، ومئات المحميات الطبيعية، فمعظم هذه المتنزهات مملوكة للجنة الغابات.
كما تكثر فيها الحدائق التي تهتم بالأزهار ونموها على مدار العام، ومن أبرز هذه الحدائق حديقة كيوكينهوف، وتعتبر هذه الحديقة من اجمل وافضل الحدائق على مستوى العالم، ومعنى كلمة كيوكينهوف بالهولندية حديقة المطبخ؛ حيث إن إحدى الكونتيسات التي عاشت في القرن الخامس عشر كانت تحب الأعشاب، والخضروات لذلك كانت تزرعها بكثرة حول قلعتها، ثم قرر مجموعة من المزارعين توسيع هذه المساحة لاستغلالها كنوع من التجارة؛ فعملوا معرضا كبيرا لها عام 1949م، ومنذ ذلك الوقت والسياح يتوافدون لمشاهدة الأنواع المختلفة من هذه الأزهار والنباتات، ومن أشهرها زهرة الزنبق، والنرجس، والتيوليب، كما تحتوي الحديقة على المقاعد، والنوافير، والجسور، وطاحونة هواء قديمة منذ عام 1892م.