الإنسان هذا المخلوق الذي أوجده الله في أحسن صورة ، وسخر له ما على الأرض ، الإنسان هو من اجمل وافضل الكائنات وأذكاها على الإطلاق ، وجد في هذا الكون لييجعل منه جنة ، ستؤول غي نهاية المطاف له .
لماذا يعيش الإنسان ، كانت الإجابة في القرآن الكريم ، حيث قال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "، والعبادة هي الشكر لله على ما وهب هذا الإنسان من نعم ، واستبدل ضعف جسده بقوة خارقة مستمدة من العقل ، جعلته يتغلب على مصاعب هذا الكون ، يتغلب على غيره من كائنات مهما كانت شدتها وقوتها ، يتغلب على الطبيعة بالحد من أضرارها عليه وعلى محيطه .
الإنسان خلق ليحب ، يعمر بالحب أرضا ، ويحمي وطنا ، يعيش الإنسا ليصنع هذا الوطن يبنيه شيئا فشيئا ، ليحب بقلب صاف ، يزرع الحب وينشره ليحيا بسلام ، ويترك أخيه الإنسان بسلام ، الإنسان هو الرجل والمرأة جنبا إلى جنب ، يكملان بعضهما في الحب والبناء والحياة ، هما سوية كاليد واليد الأخرى ، لا غنى لأحدهما عن الآخر ، الإنسا خلق ليصنع الخير في هذه الحباة ، ويترك الخير بعد مماته لمن خلفه بعده ليترك له مهمة متابعة عمله للخير وهكذا .
الإنسان في زماننا ازداد غطرسة وقسوة ، وتحول قلبه النابض لمضخة كره وحقد تسري في أوصاله فيتصرف على أساسها ، ليعيث في الأرض فسادا وخرابا ، يبطش سقتل يدمر ويحرق ، ويشعل الفتن هنا والحروب هناك ، ويستقوي الضعيف على الأضعف هروبا من بطش الأقوى وطغيانه ، معتقدا بأنه المخلوق الأوحد على الأرض ، ليعطي لنفسه الحق بإصدار أحكام على الآخرين بالموت حتى وصل به التسلط لينصب نفسه إلها ، يدخل من يشاء إلى فردوس عطفه وشفقته ، وما تبقى يلقي بهم إلى سعير غضبه وتملقه ، لبس رداء الأنانية ، وهمش البشر ونسي أو تناسى عن عمد بأنهم على اختلاف مذاهبهم وألوانهم وأجناسهم هم إخوة له في الحياة والإنسانية .
يحيا الإنسان ليزرع من أخلاقه نبتتة صالحة ، تعود بالنفع عليه وعلى غيره من بني جنسه ، رؤوفا بالضعيف ، متعاونا خيرا ، قويا في الحق لا في الشر ، يحترم مشاعر الآخرين وأحلامهم ، قويا جسورا في مواجهة الحقد والشر والباطل ، أيها الإنسان ، تذكر بأن حياتك واحدة لن تتكرر ، لا تنتظر في حياتك موتا لأنه قادم لا محالة ، ولكن تذكر بأن تحيا حياتك بكل الحب ولتجعل منها حياة يغمرها الحب حتى آخر لحظة في حياتك ، فهي واحدة لتشرق فيها كالشمس بضيائك ، فلا تجعل منها ظلاما دامسا كظلمة القبر .